بعد أن اتضح لإسرائيل أن مصر لا تنوي إيقاف حرب الاستنزاف مهما كلفها ذلك من ثمن بدأ الإسرائيليون يعيدون تفكيرهم من جديد والترتيب لحرب استنزاف طويلة المدي. ولم يضعوا في اعتبارهم أي احتمال لأن تتحول حرب الاستنزاف إلي حرب شاملة أو أن تكون مقدمة لها في مرحلة لاحقة... وقد اتضح لجنرالات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ظهر يوم السادس من أكتوبر1973 أنهم بلعوا طعم الخداع المصري في استدراج إسرائيل بعيدا عن التفكير المرسوم في العقل المصري! والحقيقة أن مصر بفضل أجهزتها الاستخباراتية نجحت في معرفة هذه التقديرات والاحتماليات الإسرائيلية- قبل وأثناء وبعد حرب الاستنزاف- مع وجود متابعة ميدانية دقيقة يوميا لكل ما يجري علي الضفة الشرقية للقناة وأدق تفاصيله بما في ذلك اختراق شبكة الاتصالات العسكرية و التنصت علي أحاديث الضباط والجنود الإسرائيليين مع أهلهم وذويهم وهي في الأعم الأغلب أحاديث تخلو من الضوابط الأمنية. ولعل ما ساعد علي سهولة الاختراق المصري لتحصينات خط بارليف ومعرفة أدق ما يدور فيها من أحاديث واتصالات واجتماعات أن هذا الخط كان عبارة عن مساكن حقيقية مجهزة بكل وسائل الراحة من أجهزة اتصال متطورة ومكيفات هواء ومبردات مياه ومواسير للمياه الدافئة ومخازن تموين مما جعل لجنة أجرانات لتقصي أسباب هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر تقول في تقريرها: إن تحصينات خط بارليف تحولت بمرور الوقت إلي أغلي مساكن إقيمت في إسرائيل. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الحياة تتسع أو تضيق طبقا لشجاعة المرء وقوة إرادته! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله