من يراجع وقائع الأحداث علي مدي ال76 شهرا التي تفصل بين هزيمة وانتكاسة5 يونيو 1967 حتي وقوع زلزال العبور العظيم يوم 6 أكتوبر 1973 . سوف يدرك علي الفور أن الطريق إلي النصر لم يكن مجرد فارق زمني وإنما كان عملا شاقا وتدريبا مكثفا تدفقت فوق ساحته بحور من العرق مختلطة بقطرات الدم. كان الدق العنيف علي طبول الهزيمة يدق علي رءوس المصريين بسياط التشفي والانتقام مستهدفا هز ثقة المصريين بأنفسهم. باختصار شديد كانت الأوضاع التي خلفتها هزيمة يونيو1967 عبئا ثقيلا علينا في حين أنها وفرت لإسرائيل شعورا هائلا بالتفوق المطلق والإحساس بأن أي أحاديث عن حرب عربية إسرائيلية قبل50 عاما علي الأقل هو نوع من الوهم. والحقيقة أن هذا المناخ المحيط الذي ساد مصر كان مناخا مفيدا لنا لأنه لم يكن باعثا لعنصر التحدي في الشخصية المصرية فحسب وإنما كان أيضا عاملا رئيسيا في خداع الإسرائيليين لأنفسهم نتيجة تضخم الإحساس بالغرور الزائد. وطبقا للوثائق الإسرائيلية ومذكرات كبار القادة الإسرائيليين وما ورد في تقرير لجنة' أجرانات' الذي حمل عنوان' التقصير' في تحليل أسباب الفشل الإسرائيلي سواء في حرب الاستنزاف أو خلال حرب أكتوبر فإن النصر السريع والزائف في يونيو1967 صنع غشاوة علي عيون جنرالات المؤسسة العسكرية الذين كانوا يتحركون داخل وخارج إسرائيل كالطواويس المنفوخة بالغرور والتكبر إلي حد ازدراء أي تقديرات تلمح إلي إمكانية نشوء قدرة عربية تواجه إسرائيل. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لا تبع هيبة الصمت برخص الكلام! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله