سلاح البحرية... كانت له أدوار عظيمة في الحروب التي خاضتها مصر من أجل استرداد أرضها وكرامتها, فهو السلاح الذي قطع عن إسرائيل امدادات البترول المنقولة لها بحرا, كما أنه من أعطي لأعدائنا الصفعة القوية بعدما دمر لهم المدمرة إيلات, وأيضا شارك في حرب أكتوبر المجيدة والتي قهر فيها المصريون جيشا أذاع عن نفسه أنه لايقهر, لذا كان لقاؤنا مع أحد أبطال قادة أكتوبر اللواء بحري محمد يسري قنديل ليكشف لنا دور القوات البحرية والمهام التي قامت بها في الحرب والأسرار الخفية للضفادع البشرية التي أحدثت المعجزات في اكتوبر73, وكذلك أسرار التدخل الإسرائيلي في صفقة الغواصات الألمانية الحالية لمصر. وفي البداية قال ان القوات البحرية كانت تعمل ضمن خطة وضعتها القيادة العامة للقوات المسلحة منها مساعدة أعمال الجيش الميدانية في عبور واقتحام خط بارليف وحماية ظهر الجيش الثاني والثالث. والضغط علي الاقتصاد الإسرائيلي من خلال حرمان إسرائيل من البترول الذي استولت عليه من الضفة الشرقية لخليج السويس, كانت تنتج منه6 ملايين برميل سنويا إلي جانب81 مليون برميل من موانيء البترول بإيران أيام الشاه فكانت مهمة البحرية في حرب أكتوبر هي قطع إمدادات البترول عن إسرائيل, وبالفعل تمكنت المدمرات عند باب المندب من إيقاف حركة النقل البحري إلي إيلات وتوقف هذا الميناء عن العمل. ووفرت القوات البحرية الحماية والتأمين للوانيء المصرية حتي تظل مفتوحة طوال فترة الحرب لاستقبال السفن التي تنقل الاحتياجات حتي لايشعر الشعب بأي اختناق في أي سلعة طوال الحرب. كما كانت لنشات الصواريخ لها دور كبير في منع السفن الإسرائيلية من موانينا التي تحدث خسائر ضد أهداف حيوية, وعلاوة علي ذلك فقد قامت لنشات بقذف النقط القريبة من السواحل, ولاننسي أن اللنشات هي التي أغرقت إيلات, أما عن دور الضفادع البشرية, فقد كان لها عدة إغارات علي موانيء إسرائيل واستطاعت الضفادع البشرية الإغارة3 مرات علي ميناء إيلات خلال الفترة من نوفمبر76حتي مايو70 وأغرقت فيها3 سفن إسرائيلية هي داليا هيدروما بات يام, وبذلك نعتبر أن الضفادع البشرية هي اليد الطولي لمصر في ضرب العمق الإسرائيلي, وبهذا أصبحت الموانيء الإسرائيلية مرافيء غير آمنة خوفا من تهديد الضفادع لها. صف لنا مشهد لاينمحي من ذاكرتك بعد مرور كل هذه السنوات علي حرب أكتوبر؟ في الحقيقة هناك مشهدان: مشهد بعد الهزيمة وتنحي الرئيس جمال عبدالناصر وهبة الشعب المصري للوقوف صفا واحدا وراء الزعيم, والمشهد الآخر هو الصعود علي خط بارليف ورفع العلم المصري عليه. بما تفسر التدخل السافر من جانب إسرائيل لوقف صفقة الغواصتين الإلمانيتين لمصر؟ التدخل الاسرائيلي المعلن لوقف امتلاك مصر للغواصتين209من المانيا, لاينطوي فقط علي مخاوف اسرائيلية من امتلاك مصر مثل تلك الغواصات كسلاح عسكري وهي التي لايمكن استخدامها الا في حرب شاملة واسعة النطاق, خاصة ان اسرائيل تمتلك4 غواصات نوع دولفين الاكثر تطورا وتقدما والتي يمكن تحميلها برؤوس نووية وهي من المانيا ايضا, وسيصل عددها الي8 غواصات بحلول عام2017 وفقا للتقارير الاسرائيلية والمعلومات الالمانية. لكن الخوف الاسرائيلي من وصول هاتين الغواصتين لمصر, ليس خوفا عسكريا, بقدر ماهو خوف من حدوث توازن عسكري في الشرق الاوسط بينها وبين مصر, وظهور مصر مجددا في مكان الريادة العربية, وتحولها الي قوة ردع الدفاع, وهذه الريادة العربية لها مقوماتها, وأهمها القوة العسكرية الرادعة, وأمن الحدود والسواحل, وقد بدأت مصر بالفعل في تأمين الحدود خاصة فيما يتم من تمشيط لبؤر الإرهاب التي قامت بها قوات تابعة للجيش في سيناء أخيرا, ويأتي تأمين الحدود البحرية كخطوة ثانية, وهي لايمكن ان تكرسها الا بوجود غواصات متقدمة تحمي هذه الحدود البحرية. ومن هنا يتضح الخوف الاسرائيلي من امتلاك مصر للغواصتين209 بصورة جلية عبر الضغط المباشر علي المانيا لتجميد الصفقة, واعلانها ان مثل هذه الصفقة ستهدد امنها.