ربما من أكثر الحفلات التي جمعت جماهير عديدة ومختلفة هو حفل الأوبرا المصرية الذي قدم هذا الأسبوع وكان اختلاف نوعيات الجمهور أمرا طبيعيا ما بين أعضاء في سفاراتنا في القاهرة( خاصة السفارة الألمانية) . وأيضا عدد من فناني التمثيل الذين نادرا ما أراهم في الأوبرا وكان منهم الفنان الكبير عادل إمام وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب وكان الجانب الأكبر أيضا من الكتاب والسياسيين بالإضافة بالطبع لتعافي الموسيقي بالذات فالحفل يشارك فيه أوركسترا ميونخ بألمانيا للوتريات والإيقاع والقيادة لرئيس قسم الإيقاع بكونسرفتوار ميونخ د. عادل شلبي الذي تخرج من كونسرفتوار القاهرة قبل سفره لألمانيا. الطريف والغريب أيضا أن الأوركسترا قدم أعمالا مصرية بالطبع تدرب عليها لأكثر من6 أشهر ليقدم أعمال عمر خيرت وعطية شرارة فكان الحفل أو العرض بالفعل يطلق عليه بين الشرق والغرب. مع الأوركسترا كان العازفون المصريون هم إيناس عبدالدايم رئيس الأوبرا وعازفة الفلوت الشهيرة, وأيضا حسن شرارة عازف الكمان وكان في أول دفعة طارت لتكمل دراستها في معهد تشايكوفسكي بروسيا وكانت الدفعة أو الوفد مكون من ثلاثة هم رمزي يسي عازف البيانو وحسن شرارة عازف الكمان ومصطفي ناجي عازف الشيللو ورئيس دار الأوبرا الأسبق. من أهم ما يلفت النظر في حفل موسيقي بحت هو امتلاء مقاعد دار الأوبرا بالكامل, وليس هذا فقط ولكن الأدوار الثلاثة العلوية أيضا. أن تسمع موسيقانا الشرقية من خلال أوركسترا ألماني كان بالفعل لافتا للانظار, أو علي الأصح لافتا للاذان المواطن الغربي يصعب عليه الإحساس الكامل بالموسيقي الشرقية فهي بعيدة عن أذنه إلي حد كبير, ولعل هذا هو السبب في طول مدة التدريبات علي موسيقانا التي خرجت من أنامل ذوات وذوي الشعر الذهبي بالغة الغرابة. أما عن قائد الأوركسترا وهو عادل شلبي فهو من الفنانين المصريين الذين لا يستشعر بنجاحه في كونسرفتوار ميونخ التي يرأس بها قسم الإيقاع ولكن إحساسه بالنجاح هو في دار الأوبرا المصرية وهو أكبر وسام يسعد به عندما يواجه المتلقي المصري بابداعه رفيع المستوي.