قبل عشرات السنين كانت الأتوبيسات والناقلات النهرية تعيش عصرها الذهبي، ليس فقط فى القاهرة وإنما فى الأقاليم أيضا، وكان طبيعيا أن ترى ما يسمى فى ذلك الوقت (بالذهبية ذات الطابقين) وعلى متنها الركاب يتنقلون بين الريف والمدن، ومع ظهور شبكة الطرق المرصوفة ووسائل النقل الحديثة، تراجعت هذه الوسيلة، ولكن مع الزحام المرورى والتكدس الذى تشهده الطرق حاليا، باتت الحاجة ملحة إلى اللجوء للنهر مرة أخري. وقد أصبحنا بالفعل على موعد مع انطلاق أول خدمة للقطاع الخاص لتشغيل الأتوبيس النهرى بعيدا عن القاهرة، وستكون ضربة البداية من المنصورة، ليتوسع بعد ذلك حتى يغطى جميع المدن التى تقع على نهر النيل وفرعى رشيد و دمياط. وفقا للمعلومات التى حصلت عليها «الأهرام»، فإن أول خط سيتم تشغيله سيكون بين مدينتى المنصورة وطلخا، ويعمل فى رحلات منتظمة، ومتوقع أن يتم ذلك خلال أيام، وسيكون الأتوبيس مكيف الهواء ويستوعب خمسين راكبا ويقطع الرحلة فى 15 دقيقة، وهو ما يوفر الجهد والوقت ويحد من تكدس الزحام المرورى فى الشوارع، خاصة فى أوقات الذروة، وقد تم أيضا تزويد الأتوبيسات بأحدث وسائل الأمن والسلامة النهرية، بالإضافة إلى تجهيز المراسى لاستقبال الركاب، وستصبح قيمة التذكرة خمسة جنيهات. الأمر لم يقتصر على تشغيل الأتوبيس، بل أيضا سيتم تشغيل التاكسى النهري، ولكن عمل التاكسى سيكون وفقا للطلب، وهناك نوعان منه، »الأول« طاقة أربعة ركاب، و«الثاني» ثمانية، وحساب الأجرة سيكون طبقا للمسافة التى يقطعها فى الرحلة، كما أنه تم الحصول على التراخيص والترتيبات الخاصة بهذه الخدمة من هيئة النقل النهرى التى تشرف إشرافا كاملا على عمليات التشغيل، بالإضافة إلى اعتماد تصاريح الإبحار لقائدى هذه الوحدات الذين تم تأهيلهم و تدريبهم على أعلى مستوي، فضلا عن المسئولين بمحافظة الدقهلية الذين قدموا الدعم الكامل حتى تخرج هذه الخدمة إلى النور. كما أن هناك ترتيبات لتشغيل خط جديد بين المنصورة ومدينة شربين، ثم الانتقال إلى مدن محافظة الغربية والبحيرة وكفر الشيخ والقاهرة ومحافظات الصعيد، بحيث يكون هناك شبكة متكاملة من خطوط أتوبيسات النقل النهرى تخدم الراكب وتعظم الاستفادة الاقتصادية من النهر العظيم، خاصة أن هذه الخدمات ستنعش الترسانات الوطنية التى تعمل فى صناعة التاكسيات والأتوبيسات النهرية، حيث يتم تصنيعها بالخبرات والإمكانات المحلية، وهو ما يسهم بطبيعة الحال فى توفير فرص العمل ومواجهة البطالة.