في محاولة لمواجهة أزمة المواصلات في مصر في الوقت الحالي، تدرس وزارة النقل إنشاء تاكسي عائم في مياه نهر النيل، في إطار مشروع استخدام القوارب السريعة كوسائل للمواصلات والتنقل بين المناطق المختلفة كما هو الحال مع الأتوبيس النهري. وأكد المسئولون أن التاكسي العائم يهدف إلى تمكين المواطنين من التنقل في القاهرة عبر نهر النيل في أقصر وقت، وإيجاد بديل آخر لأزمة المواصلات الخانقة في القاهرة وشوارعها. والتاكسي العائم يمكن استدعاؤه من خلال الاتصال هاتفيًّا أو إرسال رسائل قصيرة عبر الهاتف المحمول، حيث يتمكن المتصل من معرفة سعر الخدمة وتحديد زمان ومكان الصعود إلى القارب. وعلى الرغم من انتشار صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، والتي تؤكد إن التاكسي العائم بدأ ينتشر في مصر، إلا أن وزارة النقل لم تعلن عن ذلك بشكل مباشر، خوفًا من عدم اكتمال خطتهم. التاكسي العائم تم منذ 2013 ثم اختفى فمنذ عامين أعلنت الوزارة عن الانتهاء من انطلاق التاكسي العائم. وعلى الرغم من ذلك لم ينطلق، ففي عام 2013 طالب عدد من النواب بمجلس الشوري بإنشاء شبكة للباص وللتاكسي النهري، بعد تقدم عدد من المستثمرين لتنفيذ الفكرة. كما طالب النواب وقتها بتشكيل لجنة من الوزارات والجهات المعنية من وزارات النقل والري والزراعة والسياحة والإدارة المحلية وهيئة النقل النهري وممثلين لرجال الأعمال، لوضع رؤية متكاملة للاستفادة من نهر النيل. وقال محمد صادق، رئيس اللجنة في ذلك التوقيت إن المستثمرين مستعدون لإنشاء المراسي التي يحتاجها المشروع، وطالب بوجود هيكل إداري جديد للنقل النهري، لتعدد الجهات المعنية بعملية النقل النهري في مصر. ووقتها كان المهندس طلعت عبد الوهاب، رئيس مجلس إدارة هيئة النقل النهري، قد أكد على ترحيبه بالفكرة التي بدأتها الوزارة وستنتهي في نهاية العام، لافتًا إلى أن الأمر يحتاج فقط رقابة الجانب البيئي لنهر النيل، وسينطلق التاكسي العائم. ولكن ككل المشروعات كافة التي تطلقها النقل دون تنفيذ، لا يعلم أحد السبب الحقيقي وراء عدم إطلاق التاكسي العائم. 2014.. تجديد الوعود وفي عام 2014 قال اللواء بحري مصطفى عامر، رئيس الهيئة العامة للنقل البحري، إن الهيئة العامة للنقل النهري هي المراقب والمنظم لرحلات النيل والتي تعطي تصريحًا للموانئ النهرية، مشيرًا إلى أنه يتم الإعداد حاليًّا لتاكسي النيل، وتم اختيار عشرة أماكن لعمل عشر محطات من القناطر حتى حلوان والكريمات. وأوضح عامر حينها أن وقت الرحلة سيكون قصيرًا، وستكون هناك وحدات متعددة السعة من 5 أفراد حتى 50، والأسعار يتم تحديدها وفقًا لتكاليف التشغيل، مشيرًا إلى أنه سيتم تأمين الركاب وتزويدهم بسترات الإنقاذ "life jackets" في حالة حدوث حوادث، وأن المحطات سيتم تأمينها كمحطات المترو. وأكد أن الرقابة النهرية وشرطة المسطحات المائية والبيئة ستراقب مجرى نهر النيل على مدى 24 ساعة، وأن البترول ومشتقاته من الأشياء التى يمنع نقلها نهريًّا حتى لا يحدث تلوث، مشيرًا إلى أن هناك موانئ نهرية جاهزة للطرح بجميع المحافظات المطلة على نهر النيل. 2015.. التاكسي العائم ما بين التنفيذ والإهمال وفي الوقت الحالي وعلى الرغم من ظهور التاكسي العائم بمنطقة ماسيبرو باللون الأصفر، إلا أن وزارة النقل لم تعلن عن ذلك بشكل مباشر، وأكدت أن التجربة ما زالت ضمن خطط الوزارة في التنفيذ. وقال الدكتور هيثم عاكف خبير النقل إن التاكسي النهري يعد حلاًّ فعالاً لمشكلة الازدحام المروري في القاهرة، لافتًا إلى أن التاكسي العائم إذا طبق في نفس الوقت الذي تم تطوير الأتوبيسات النهرية فيه، ستكون هناك أرباح هائلة لوزارة النقل وهيئة النقل النهري، إضافة إلى تخفيف الزحام على المصريين بشكل يومي. وأوضح عاكف أن الوزارة لا بد أن تعلن عن مواصفاته، حتى يتم عرضه للتقييم، لافتًا إلى أن هناك فارقًا بين تاكسي النيل والأتوبيس النهرى، ويتمثل في أن التاكسى أسرع بكثير، حيث إنه "لانش" سريع، كما أنه غير متهالك مثل الأتوبيس النهري، ويعتبر وسيلة راقية لنقل الركاب بشكل حضاري.