الكتاب والأدباء أصحاب القلم عقل المجتمع وفكره المستنير وهبهم الله نعمة الكلمة الصادقة والبناءة والهادفة يسطرونها بأقلامهم ويسهمون بها فى صنع مستقبل أفضل لوطنهم ليعيش أبناؤه فى أمن وسلام واستقرار فى حياتهم، والكاتب والمؤلف صاحب القصة والرواية يجهد ذهنه لعامين أو ثلاثة حتى تنتهى تفاصيل أبواب وفصول روايته ليصدرها فى كتاب ويحصل على أجر قليل لا يتناسب مع الجهد الذى بذله طوال هذه السنوات أو نسبة من ثمن بيع سعر الكتاب دون اعتراض من جانبه ليكسب رضاء الناشر. وإذا تحولت روايته لفيلم سينمائى يحصل على مقابل قصة الفيلم راضياً بالتقدير المعنوى الذى يحققه الفيلم خاصة إذا كان وطنيا ً مثل «الرصاصة لا تزال فى جيبى» ليتعلم منه الشباب قيم الولاء والوفاء والتضحية للوطن والدفاع عن ترابه الطاهر وإذا كان الفيلم اجتماعيا يحذر فيه الكاتب من ارتكاب الجرائم المخلة بالشرف مثل السرقة والنصب والقتل والتطرف والإرهاب حتى لا يكون جزاء المجرم السجن فى النهاية ونفس الشىء إذا تحولت روايته إلى مسلسل تليفزيونى فى ثلاثين حلقة يكون الفارق كبيرا ً بين أجره وأجر أبطال المسلسل الخيالية، ويصعب الأمر بالنسبة للكتابة للمسرح الكوميدى حيث يجتهد الكاتب لينتزع الضحكات من الجمهور كل ربع ساعة على الأقل من فصول المسرحية الإثنين أو الثلاثة حتى لا يهرب منه الجمهور ويترك المسرح. وأكبر شاهد على ذلك الفنان القدير عادل إمام الذى تفوق على نفسه فى هذا المجال بقدرته الفائقة وخفة ظله التى لا ينافسه فيها أحد واحتفلنا بعيد ميلاده منذ أيام. أردت بهذه المقدمة تأكيد أن الكاتب والأديب هو المظلوم دائما ً وفى كل الأحوال رغم أنه صاحب العمل الأصلى الذى لولاه لما تم انتاج الفيلم أو المسلسل التليفزيونى أو المسرحية، وإذا علمنا أن أقصى معاش يتقاضاه الكاتب الذى قضى أكثر من عشرين عاما ً عضواً فى إتحاد الكتاب هو ثلاثمائة وسبعة عشر جنيهاً إلا إذا كان له معاش آخر من إحدى المؤسسات والهيئات الإعلامية والثقافية والتعليمية وغيرها من الجهات الأخرى فيجمع بينها وبين معاش اتحاد الكتاب علما ً بأن أعضاء اتحاد الكتاب من بينهم كثيرون لم يكن كل منهم ينتمى إلى مؤسسة أو هيئة أو عمل منتظم يحصل منه على معاش مناسب وهم الأولى بالرعايه. وفى ظل رعاية الدولة لأصحاب المعاشات حاليا ً لرفعها بحيث تتناسب مع ظاهرة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وهو موقف تشكر عليه الدولة تعويضا ً لهم عن السنوات السابقة التى ظلت فيها المعاشات ثابته دون تغيير. أقترح أن يبحث رئيس اتحاد الكتاب الدكتور علاء عبدالهادى عن بدائل أخرى جديدة يمول بها صندوق معاشات الكتاب وثقتى كبيرة فى أنه سينجح فى هذه المهمة لاتصالاته الواسعة مع الجهات المعنية بأمور الكتاب أصحاب القلم المسئولين عن تكوين الرأى العام وإيقاظ الوعى خاصة عندما يتقدم بهم العمر ومرورهم بمعاناة الشيخوخة.. ونحن فى الانتظار. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى