عشقى لسوريا ليس له حدود حتى الحدود الطبيعية من جبال وبحار وأجواء وجوازات السفر لم تكن يوماً ما عقبة فى طريق زياراتى المتكررة لها، زرتها أكثر من 6 مرات وكانت الزيارات متناوبة بين دمشق وحلب ومتفرعة وصولاً للاذقية وحمص والقنيطرة والكثير من المدن والريف السورى الجميل، سحر الطبيعة وتناغمها وجمال جبل قيسون ليلاً بأضوائه الباهرة. وأجمل مافى سوريا هو الشعب السورى نفسه المضياف العاشق لمصر المحروسة، والذى أبقى على المنزل الذى ألقى من فوق شرفته الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خطابه الشهير إبان الوحدة ليكون مزاراً تاريخيا، والشعب السورى عاشق للعمل والإبداع لايعترف بالبطالة، فى أواخر التسعينيات قرأت فى عيون كل من قابلته فى أفراده إصرارا غريبا على تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح فى غضون سنوات معدودة، لأن الفلسفة التى يسير عليها هى اغتنام كل دولار من المنح الموجهة للبحث العلمى للوصول لأفضل سلالات القمح وهو قمح السامولينا المخصص لصناعة أفخر أنواع المكرونة، وبالفعل استطاعوا أن يستنبطوا من خلال علمائهم وخبرائهم سلالة فاخرة جداً منها يستطيعون مقايضة إيطاليا نفسها بأفخر أنواع الأقماح التى يستخدمونها بهذه السلالة المتطورة، بل المساومة عليها الطن باثنين أو ثلاثة مادامت نالت إعجابهم، ويومها ناقشنى فيلسوف الأهرام الراحل الكاتب الكبيرالأستاذ أنيس منصور، فقلت له هذا ممكن لأن علماء سوريا فى أوروبا والأرجنتين والأمريكتين لهم من الخبرات الزراعية ما مكنهم من ذلك، فقال لى ومن سيتركهم يفعلون؟ وهنا أيقنت أن هذا لو تحقق فلن يتركوا سوريا فى حالها، بل لن يتركوا أى بلد عربى يفكر فى تأمين لقمة عيشه فى حاله. لمزيد من مقالات خالد مبارك