شاهدت وشاهد معي الملايين من سكان قاهرة المعز تزايد بل ومضاعفة عدد عمال النظافة في شهر رمضان المنقضي بصورة لافتة للنظر، وينتشرون بكثافة غير مسبوقة بمداخل ومنازل وفوق الكباري وفي الشوارع الرئيسية والأحياء الراقية والميادين الكبري وفي الإشارات الشهيرة وأمام المحال التجارية الكبري والمولات،والمبهر جمال وروعة الملابس التي يرتدونها والتي قد ترصد منها ثلاثة أو أربعة أشكال وألوان منها ،لكل منطقة أو كوبري لون وشكل محدد وإن كانت كلها تشترك في صديري بشكل ولون واحد هو الصديري الأصفر الفوسفوري الذي يجعل منه كناسا بينور ليلاً ومبهجا نهارا, بيمين كل واحد منهم مقشة طويلة من زعف نخيل البلح ،مشهد الكناس الأوروبي الذي يظهر عندنا في رمضان أدخل في نفسنا البهجة والتفاؤل، فهو يعني لنا واحدا من ثلاثة احتمالات إيجابية أولها تطوير منظومة النظافة، وثانيها تنافس شركات النظافة في ظهور عمالها بالمظهر اللائق الشيك، وثالثها الاستعداد ليوم البيئة العالمي والذي يهل علينا مع هلال العيد في الخامس من يونيو. والحقيقة أننا لو تتبعنا أداء هذا الكناس الرمضاني السوبر لوجدناه يمثل علينا، ولا يفعل شيئا سوي نقل مقشته من نقطة لأخري بحركة تمثيلية في مساحة لا تتعدي ربع المتر مع النظر لمن يقودون أو يجلسون داخل السيارات أو يتسوقون في المتاجر الراقية، ويجري كالرهوان مع أي إشارة منهم له بالذهاب لهم ليأخذ ما فيه النصيب. هؤلاء ليسوا عمال نظافة ولا يعملون في الأحياء ولا الشركات، وهناك ترزية محترفون متخصصون في حياكة هذه الأزياء لهم خاصة في رمضان، هذا النوع من التسول يختفي بعد شهر رمضان ويبقي عامل النظافة الحقيقي يكافح القمامة وحده. لمزيد من مقالات خالد مبارك