حلاوة زمان، كانت فى كل شىء فى الناس والحياة فكل شىء كان عالى النقاء فى البشر وسلوكياتهم وطباعهم ومقاصدهم النبيلة فاعطوا للحياة قيمة مضافة نفتقدها بشدة بعد تبدل الأحوال. فقد اختلفت طرق التربية وإعداد النشء وتبدلت اهتماماتهم بل وأصبحوا اباء وأمهات بمرور الوقت، وافتقد الجيل الحالى حلاوة انتظار مدفع الإفطار فى الشارع وفرحة شراء فانوس رمضان وتعليق زينة رمضان على البلكونات والشوارع والتى كانت لها فرحة كبيرة، وشراء ملابس العيد التى تظل بين أحضاننا ليلة العيد لنرتديها عند الذهاب لصلاة العيد، وفرحة يوم العيد مع أولاد العم والخال والخالة والعمة والجيران وزملاء المدرسة فى حياة اجتماعية متكاملة اصبحت الآن بين الاصدقاء على الانترنت والمقاهى اكثر من الأقارب .. كل شىء جميل ضاع وتسرب يوما بعد يوم من الأجيال الحالية التى فقدت الفرحة والجمال بهذه الأشياء. فحلاوة زمان كانت فى البهجة بكل ماحولنا مهما كان صغيرا، وكانت فى الناس الطيبين الراضين بالقليل، المرضيين بأقل انواع الطعام والشراب بكسرة الخبز وقليل من الملح والجبن، وتجهيز الطعام من خيرات البيت والأرض الزراعية دون تكلف، وظللنا نستمد منهم البساطة والطيبة. حلاوة زمان فى لمة العائلة والأسرة حول الأب والأم والعم والجد والجدة، وفى كل لقمة تدخل افواهنا ونحن بجوارهم كنا نشعر بحلاوتها تسرى فى بطونهم كلما شعروا بسعادتنا ورضائنا لنستمد منهم الحب والسكينة والاطمئنان. حلاوة زمان فى الذهاب للمسجد بصحبة الأب والإخوة وحضور الدروس الدينية وحفظ القران الكريم من مشايخ متحابين نستمد منهم التسامح والوسطية وحب الناس والوطن، حلاوة زمان فى المنزل البسيط ومدرس الفصل الذى يهتم بكل طالب، حلاوة زمان نحتاجها لتعود البهجة لحياتنا.. لمزيد من مقالات عماد حجاب