استطاع فى وقت قصير أن يحفر اسمه وسط عمالقة التلاوة فى مصر، ويخط لنفسه طريقا متفردا ومتميزا فى عالم قراءة القرآن. يؤمن بأن القرآن الكريم منهج حياة وليس وسيلة للتربح، ويرى أن تلاوة القرآن ليست بالصوت العالى وإنما بفنيات يلتزمها القارئ. فى المؤتمر السادس للشباب، عام 2018 ، الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى رشح اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعض أسماء الشباب للقراءة أمام الرئيس، فوقع الاختيار على القارئ هانى الحسينى من قبل مؤسسة الرئاسة. سافر الى دول كثيرة منها ماليزيا والكويت وبروناى، والإمارات، لتكون مصر كما يؤكد دائما دولة التلاوة الأولى فى العالم. ولد هانى الحسينى عام 1980، فى قرية غمازة الكبرى مركز الصف بمحافظة الجيزة، وحفظ القرآن فى كتاب القرية، وهو ابن الثمانية أعوام، على يد الشيخ الراحل جمعة عثمان، وصححه على يد الشيخ عبد الله الجوهرى - رحمه الله - عضو لجنة المصحف، وكان يقلد صوت القارئ الراحل عبد الباسط عبد الصمد، حصل على بكالوريوس زراعة من جامعة عين شمس، وإجازة القرآن الكريم من معهد القراءات بشبرا، ويعمل حاليا موظفا فى وزارة البترول. يروى الحسينى قصة التحاقه بالإذاعة والتليفزيون، قائلا: فى عام 1994 استمعت فى الراديو عن مسابقة للأصوات الحسنة من قراء القرآن، وذهبت للمسابقة متأخرًا وكنت أبلغ من العمر 14 عاما فى ذلك الوقت، واستمع إلىً القارئ الراحل أبوالعينين شعيشع - رحمه الله -، وقال لى «تعالى انت على جنب علشان عايزك»، ثم بعد ذلك اصطحبنى لوزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدى زقزوق، وقرأت أمامه، وقرر الوزير وقتها أن أقرأ فى احتفال ليلة القدر، بحضور الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ومن هنا كانت بداية رحلتى فى تلاوة القرآن، وقد التحقت بالإذاعة عام 2010، وكان أول خروج لى على هواء الإذاعة المصرية، فى صلاة فجر الأربعاء 11 من جمادى الأولى 1435 ه الموافق 12مارس2013، وتم نقلها من مسجد السيدة سكينة رضى الله عنها بالقاهرة. عن سر تألقه يقول: الكُتَّاب ساعدنى كثيرا فى أن أجيد قراءة القرآن وحفظه، كما أن الحفظ على يد متخصص وبطريقة التلقين حافظت على اللغة العربية عندى وحسنتها مما أفادنى كثيرا بعد ذلك، والمؤسف أن الناس لم تعد تهتم بالكُتَّاب كما ينبغي، وهو ما أدى إلى ضعف الارتباط بالقرآن وباللغة العربية معا، خلافا لما كان يحدث فى الماضي، حيث كان الاهتمام بالكُتَّاب يفوق الاهتمام بالمدرسة عند عدد كبير من الأسر، وكان الجميع بلا استثناء يحرص على تحفيظ أبنائه القرآن، مما رفع من تحصيلهم العلمى أيضا، بدليل أن من حصل على الابتدائية فى تلك الفترة كان أفضل فى القراءة والكتابة والنطق السليم من بعض الحاصلين على مؤهلات عليا حاليا. يرى الحسينى أن القارئ الناجح يجب أن يكون من ذوى الأصوات الحسنة، مع ضرورة توافر الصوت القوى، ثم صقل تلك الموهبة بالدراسة وتعلم المقامات، وإجادة اللغة العربية، والتنوع فى الأداء، مع التخلق بأخلاق الإسلام الحق، خاصة الإخلاص فى القول والعمل، لأن ما خرج من القلب وصل إلى القلب، فليس كل من يقرأ القرآن يؤثر فى الناس ويصل إلى قلوبهم، مع مراعاة عدد من المراحل لابد أن يجتازها القارئ حتى يتم اعتماده، تبدأ من حفظه وإتمامه للقرآن الكريم إجادة تامة، وتمر بإتقانه لفنون التلاوة والمقامات الصوتية ولا تنتهى عند عدد من الاختبارات التى تؤهله للخروج على الجمهور فى صلوات الجمعة المذاعة، ولابد للقارئ أن يعلم أن قراءة القرآن ليست بالصوت العالى، وإنما هناك فنيات يجب اتباعها، ولابد للمستمع أن يشعر بتوظيف الصوت. وعن مشايخه فى التلاوة يقول: مدرستى فى التلاوة الشيخ الراحل راغب مصطفى غلوش، والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى، أما مشايخى الذين تعلمت على أيديهم فهم الشيخ عبد الله الجوهرى والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية السابق- رحم الله الجميع. ويرى الحسينى أنه لا بد أن يكون للقارئ أداء خاص به، ويرى أن الرعيل الأول من القراء، أفضل من قرأ القرآن ترتيلا وتجويدا، بلا منازع، فهم أسسوا مدارس دولة التلاوة فى مصر، وأصبح الجميع بعد ذلك ينهل منهم، سواء فى مصر أو خارجها، ومع ذلك فإن الأجيال الحالية من القراء فيهم من هو صاحب أداء فريد ومميز.وأكد أن مصر «ولادة» دائما، وبالأخص فى تلاوة القرآن، فهى لا تزال دولة التلاوة الأولى فى العالم. وعن انطلاقته نحو العالمية، قال: بعد مشاركته فى المسابقة العالمية فى ماليزيا وحصولى على المركز الأول، 2010، سافرت الى دول كثيرة واكثرها ماليزيا والكويت وبروناى، والإمارات، وأقضى رمضان حاليا فى مصر، أصلى بالناس صلاتى التراويح والتهجد بالقرآن كاملا.