محمد نصر: خلال هذه الأيام يكون قد مر عام كامل وأكثر علي أكبر كارثة حدثت في تاريخ السينما المصرية.. حيث تم وعلي إستحياء شديد وبعد طول تردد العرض التجاري لأكثر الأفلام المصرية تكلفة وأقلها تقريبا إيرادات. . والمصيبة أن الفيلم من انتاج الدولة متمثلة في وزارة الثقافة, وكانت تكلفته أكثر من22 مليون جنيه بكثير, وكانت إيرادات عرضه التجاري هي132 ألف جنيه مصري.. وهو مبلغ هزيل للغاية قياسا إلي ما صرف علي تكلفة عرضه في مهرجان فينسيا عام2008 حيث تم عمل حملة إعلامية ضخمة للفيلم, وذهب لمباركة عرض الفيلم في المهرجان وفد ضخم من الاعلاميين والنقاد وعادوا مصدومين من استقبال الفيلم هناك من الحاضرين للمهرجان من سينمائيين ونقاد أجانب وغيرهم. الفيلم اسمه المسافر وقد خلا العرض الخاص له في31 يوليو من العام الماضي من أغلب نجومه, وحضره اثنان من النقاد اللذان أشرفا علي انتاجه والإعلام عنه, والآن وبعد مرور أربعة عشر شهرا ووسط الأحداث الجسيمة التي عاشها الوطن فإن الأمر مر بسلام آمن.. حيث لم يكن لأحد أن يسأل عما حدث لفيلم عابر وموجودة أخباره في الصحف ومواقع النت أكثر مما هو موجود لدي الناس الذين لم يذهبوا إليه. اشترك في الفيلم كبار نجوم السينما المصرية, وعلي رأسهم عمر الشريف, وكانت هناك أسماء منهم عمرو واكد وسيرين عبدالنور وبسمة وخالد النبوي وشريف رمزي وغيرهم.. بالاضافة إلي عناصر فنية إيطالية متميزة, منهم مدير التصوير ماركو أونراتو.. وقد أشارت إعلانات الفيلم تباعا إلي أن المنتج هو وزارة الثقافة دون تحديد الادارة.. هل هي صندوق التنمية الثقافية أم المركز القومي للسينما, وإن كان الفيلم قد نسب غالبا إلي الصندوق باعتبار أنه الممول وهو صاحب الأموال الغزيرة التي صرفت علي الانتاج, لدرجة أنه قيل في ذلك الوقت إن وزارة الثقافة دخلت في هذا المشروع بمنطق شركات الانتاج التي تلقي بالأموال الطائلة لأسباب شبه مجهولة أحيانا في صناعة الأفلام.. وقد تلقي الفيلم الضربات من صناعه منذ العرض الأول له, وعلي رأسهم عمر الشريف.. وحاول المسئول الإعلامي للفيلم الدفاع عنه بكل ما يمتلك من قوة, إلا أن الفيلم وضع وزارة الثقافة في أمر محرج للغاية, فيما يتعلق بموعد عرضه أو إرساله إلي مهرجانات أخري.. وتم تأيل عرضه.. كما تم إبعاد الفيلم عن المشاركة في مهرجان الأفلام الروائية المصرية بحجة غريبة وهي أن مستواه الفني العالي لن يتيح لبقية الأفلام المشاركة في المسابقة من التنافس, وذلك رحمة بالفيلم, وقد تم عرض الفيلم في مهرجان الإسكندرية علي إستحياء ولاقي ما يستحقه من النقاد وسافر إلي مهرجانات أخري وفاز بجائزة أو أكثر, ولكن ظلت مشكلة عرضه الجماهيري هي المأساة حتي فاز بموعد عرض, حقق من خلاله المبلغ المذكور سابقا وهو أمر مثير للضحك.