كم الانتقادات التى وجهت إلى معلق الإيحاءات الجنسية فى مباراة الزمالك وبيراميدز يجعلك تشعر بان الوسط الكروى يعيش فى مدينة أفلاطون الفاضلة وان ما حدث شيء لا يصدقه عقل رغم أنها ليست المرة الأولى التى يخرج فيها هذا المعلق عن النص فقد سبق ان تجاوز بألفاظ وحركات على الشاشات يعاقب عليها القانون ولكن نظرا لان هذه المرة جاءت ضد الزمالك فعادت الأخلاق الغائبة عن الوسط الكروى منذ فترة طويلة. وهذا المعلق ليس الوحيد الذى يخرج عن النص فهناك كثيرون وأحداث يخجل القلم أن يذكرها ومنها مشاجرات بالأيدى والتراشق بالألفاظ وعلى الهواء مباشرة حتى أصبح المرء يخجل من مشاهدة الساحرة المستديرة من خلال هؤلاء. هناك من يدعى الفضيلة ويتكلم كثيرا عن الأخلاق وخلافه وهو ابعد ما يكون عنها وقد كشفت الملايين التى تنفق على الفضائيات من الشركات الراعية والمستثمرين عن حقيقة الوسط الكروى وما يعانيه من غياب الأخلاق حتى أصبحت البرامج التى تستضيف أصحاب الألسنة الطويلة هى الأعلى مشاهدة، خاصة بعد أن ابتعد ماسبيرو عن الساحة وتركها لأنصاف الإعلاميين. الكرة المصرية بريئة عن كل هؤلاء المنتفعين من ورائها ولكن علينا إلا نفقد الأمل لان هناك من يحارب مثل هذه الظواهر التى أصابت العديد من البرامج الرياضية . إن التعليق على مباريات كرة القدم فى حاجة إلى فكر جديد وثقافة تتناسب مع ما وصل إليه العلم فهناك من المعلقين الذين يعتقدون أن كثرة الكلام هى التى تجذب المشاهدين إليهم أو بابتكار جمل وعبارات فيها إيحاءات جنسية مثل التى وقع فيها شلبوكة أو بعدم ترك المشاهد لحظة يستمتع بالمباراة فى هدوء حتى أصبحت المباريات بالتعليق كالكابوس يخرج منها المشاهد يعانى آلاما حادة وصداعا رهيبا.. كرة القدم فى جميع بلدان العالم وسيلة للترفيه و الاستمتاع والروح الرياضية، التنافس فقط داخل المستطيل الأخضر ولمدة 90 دقيقة بعدها ينتهى كل شيء فى سلام وبروح رياضية، أما عندنا فالأمر يختلف خاصة بعد نهاية المباراة حيث تبدأ أحداث أخرى من اعتداءات يشارك فيها اللاعبون والأجهزة الفنية وعمال غرف الملابس وكل من يريد أن يخدم خاصة إذا كان المعتدى عليه مصورا حضر ليؤدى عمله.. الوسط الكروى فى حاجة إلى وقفة ومحاسبة النفس، لأننا كلنا مقصرون فى حق الكرة المصرية. لمزيد من مقالات عادل امين