وقفت جبال سانت كاترين بهيبتها طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي، فلم تجرؤ القوات الغازية طوال تلك الفترة على فعل منكر فى المنطقة وحسب تعبير أحد مواطنى المنطقة «إنهم يعرفون مدى شدة بأسنا لو انتهكوا أيا من الحرمات ولم يكن توددهم إلينا إلا لأنهم على يقين أننا على وشك الانفجار فيهم ولولا أننا على نفس درجة اليقين بأنهم راحلون قريبا، ما صبرنا عليهم، أما الاقتراب من الدير فدونه أرواحنا جميعا، والكل يعلم أن قبائل سانت كاترين العربية هى التى تتحمل مسئولية حماية دير سانت كاترين منذ قرون». هذا عن الكبار الذين عاصروا سنوات الاحتلال البغيضة على إثر النكسة، لكن أطفال المنطقة لم تتلوث أنفاسهم بدخان مركبات العدو الحربية، فهم يمرحون الآن مع الغنم والماعز تحت سفح الجبال المقدسة يملأون صدورهم بالهواء النقى فى أعلى مكان فى مصر، لا يعرفون شيئا عن تلك السنوات التى عاصر فيها آباؤهم تلك الفترة البغيضة لكنهم يسمعونها فى سهرات الشتاء بجوار المدفأة أو فى أمسيات الصيف الجبلى الجميل، أما فى أبريل فالأجواء فيه أجمل ما يكون عليه المكان، فلا شتاء قارس ولا صيف خانق، ولذلك ترى الأجواء نفسها وكأنها تحتفل بعيد تحرير سيناء وتدعو أطفال الجبال للمرح فوق الجبال وعند السفوح.