حى كرموز من أقدم أحياء المدينة تاريخياً حيث يضم بين حدوده أهم المناطق الأثرية مثل كوم الشقافة وعامود السوارى التى تُعد واحه أثرية تطل علينا من العصر الرومانى ، كما يضم أثرا غير مسبو ق عالمياً عُرف بعامود بومبى نسبة للقائد الرومانى الذى قتل فى مصر كما أطلق عليه عامود دقلديانوس أو عامود السوارى وهو من بقايا معبد السرابيوم القديم ويعود لنهاية القرن الثالث الميلادي حيث اختفت وتغيرت المعالم القديمة وظل عامود السوارى شامخاً رغم ما تعرضت له المدينة من زلازل دمرت منشآتها فى مقدمتها الفنار ، وقد أقيم العامود كأثر تذكارى تكريماً للامبراطور اليونانى دقلديانوس . لذا فهى تستحق الاهتمام سياحياً وأثرياً من قبل الجهات المسئولة بالدولة حيث تتعرض المنطقة لاغتيال واضح يتعارض ومكانتها التاريخية من الباعة الجائلين دون أهتمام لتطويرها وإضافتها لخطة الإسكندرية السياحية ويقول اللواء هشام كمال رئيس حى غرب إن دور الحى يقتصر على تقديم خدمات لأهالى الحى والمصالح الواقعة بنطاق الدئرة من إنارة ودهانات للأرصفة والخدمات السكانية أما فيما يخص المناطق السياحية فخطط التطوير تتبع السياحة والأثار وليس الحى ، أما عن الباعة الجائلين حول نطاق الآثار فيقتصر دورنا فى إقامة حملات على المخالفين للنظام ولكن هم أناس ترسخ وضعهم على هذا الشكل منذ 60 عاماً تقريباً . ويقول الدكتور هشام سعودى عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق أن منطقة كوم الشقافة وعامود السوارى من المناطق التراثية والأثرية وتمثل قيمة ممتدة لتاريخ المدينة ولابد من تطويرها لتنضم الى الخطة السياحية وهو مايتطلب دراسات على مستوى التخطيط والحركة ومسارات السيارات ونقاط الأقتراب وساحات وفرغات الانتظار وكذلك دراسات على مستوى التصميم الحضرى وإعادة صياغة تلك المناطق والحفاظ عليها وفق قواعد الترميم , وعليه يتم وضع تصور لكل العناصر التصميمية التى يمكن استخدمها وفق خطة تصميم متكاملة لتعيد لتلك المناطق رونقها وقيمتها الأثرية ويدخل ضمن هذه الأعمال التجميلية تنسيق المواقع والأرصفة والطرق وحركة المشاه والأعمدة الفنية والجدارية . عامود السوارى مائل بينما يؤكد أحمد عبدالفتاح مديرعام أثار ومتاحف الإسكندرية الأسبق أن منطقة عامود السوارى تعانى مشكلة أخرى وهى أن الحملة الفرنسية هى الجهة الوحيدة التى قامت بتسجيل وزن وأبعاد عامود السوارى كما جاء بالجزء الخامس من كتاب وصف مصر وقد سجل علماء الحملة وجود ميل بقاعدة العمود لقاعدته بالجانب الغربى بمقدار 19سم نتج عن إجراءات تمت أسفل قاعدة العامود نتيجة تفجيرات قبل مجىء الحملة تمت بواسطة الباحثين عن الكنوز فضلاً عن أن العامود يتميز بوضع غاية فى الغرابة حيث القاعدة على فخامتها ترتكز على بئر مكونة من كتل معمارية قديمة قبل عصر العامود ولذا نطالب بإجراء فحص للعامود لبيان مدى ميله وهل زاد أم مازال على حاله القديم ؟ ويضيف عبد الفتاح أن الأهالى فى منطقة كرموز يعتبرون العامود جزءا من تراثهم ونشأت حوله بيوت عريقة كونت مع العامود تراثا جديدا ، ولايخفى ولع البعثات الفرنسية به حتى إنه كان هناك تفكير لنقله لباريس تخليداً للويس الخامس عشر لكن عجزت فرنسا عن تحريكه من مكانه ، وعندما حضر الرئيس الفرنسي ميتران طلب زيارة عامود السوارى برفقة كريمته ، ومن الغرائب صعود سيدة إنجليزية أعلى العامود وهو أمر بالغ الصعوبة وتناولت الإفطار أعلى تاج العمود وحررت خطابا وهى تنظر للإسكندرية من أعلى . يقول الدكتور فتحى عبد ربه أستاذ الزلازل بهندسة الإسكندرية والعضو المرافق للبعثة الفرنسية فى الثمانينيات أن سطح أرض عامود السوارى غير منتظمة بين مرتفعات ومنخفضات وإنحدارات وقنوات وتماثيل وحمام رومانى ويوجد بالساحة نفق رئيسى وآخر فرعى ، كما يوجد ايضا 11 بئرا متصلا فيما بينها بسراديب أرضية ومنسوب سطح الأرض بالموقع مابين 11مترا إلى 24متر فوق سطح البحر . وقد اتضح من دراسة التربة فى الموقع وكذلك العينات من جدار الأنفاق زيادة تركيز الأملاح القابلة للذوبان فى الماء والبكتيريا ويحتوى على جبس فى العينات المستخرجة من جدار الإنفاق مقارنة بالعينات الجافة نتيجة تآكل جدران النفق وبدراسة أتزان العمود عام 1991 اتضح انه آمن وانتهت الدراسة بمجموعة من التوجيهات منها دراسة تأثير المياه من مصادرها المختلفة على التربة أسفل قاعدة النفق وعمل فرشة من الخرسانة أسفل العامود لتدعيمه وضرورة دعم حوائط وسطح النفق ورصد رأسية العامود فى تأثيرات زمنية متفرقة كل 6 أشهر وضرورة صيانة شبكة الصرف بالمنطقة، وقد حاولنا التواصل مع المحافظ للإطلاع عن الخطة لتطوير المنطقة فلم يستجب أحد من إدارة إعلام المحافظة.. ويبقى السؤال متى يتم الاهتمام بمنطقة عامود السوارى وكوم الشقافة وحمايتها من الباعة الجائلين الذين يشوهون المنطقة لوضعها فى مكانها اللائق على الخريطة السياحية للمدينة ؟