يعتبر عامود السواري واحداً من أبرز الآثار الرومانية القديمة بمدينة الإسكندرية ويعتبر أعلي نصب تذكاري في العالم، أقيم سنة 292 ميلادية تمجيدا للإمبراطور الروماني دقلديانوس ويبلغ ارتفاعه 27.85 متر. وبالرغم من تلك القيمة التاريخية للعامود فإنه نادرا ما تجد أحد أبناء المحافظة مدركا لتاريخه أو مهتما بزيارته، ذهبنا لزيارة العامود فلم نجد هناك إلا عددا قليلا جدا من السائحين لا يتعدي أصابع اليد الواحدة، كما لم نجد به أي مرشد سياحي أو دليل يقوم بالشرح أو الترجمة، كما لم نجد أي فرد أمن بمنطقة الحفريات السفلية الموجود بها الدهاليز والسراديب وغرفة قدس الأقداس لمراقبتها أو للتأكد من أن أحدا لا يعبث بالموجودات أو بصخور الحائط التي يسهل كسرها ويقف رجال الأمن فقط علي البوابة الرئيسية. ومع مرور الوقت تحول عامود السواري إلي مقابر يطلق عليها منطقة مدافن العامود، وهو ما قضي علي الرغبة في زيارته كأثر سياحي، خاصة بعدما أضيف للمقابر سوق عشوائي للأقمشة والملابس الرخيصة والمفروشات يسمي بسوق عامود السواري. وقد احتل الشارع عدداً لا حصر له من الباعة الجائلين من بداية الشارع عند المدافن وحتي بوابة العامود، حتي إن بعض الباعة يقومون بتعليق بضاعتهم علي أسوار مدافن العامود. وقد سألنا أصحاب المحلات عن دور حملات الإزالة فقالوا إنهم أصبحوا يتواجدون بالسوق في الآونة الأخيرة فقط خلال بعض ساعات النهار ليتركوه عصرا يفعل به الباعة ما يشاءون بقية اليوم. ويري بعض الأثريين أن منطقة كرموز بشكل عام لا تليق بأن يكون بها أحد الآثار التاريخية، حيث إن المنطقة من المناطق الشعبية المشهورة بازدحامها بسبب وجود عدد من الأسواق في الشارع الرئيسي والشوارع الجانبية ومنها شارع باب سدرة والمغلق تمامًا بالباعة، كما اشتهرت المنطقة بقدمها وبوجود المباني الآيلة للسقوط والتي يطل العمود علي إحداها وتجمعات القمامة خلف الأسواق وبين الأزقة، وهو ما لا يجعلها مهيأة بالمرة لاستقبال السياح، حيث إنه بمجرد غلق أبواب العامود تجد البوابة وقد تحولت إلي موقف لسيارات الميكروباص ليلاً.