يعد عامود السوارى، الواقع فوق تل "باب سدرة" في بهو معبد السرابيوم بمنطقة كرموز، من أهم المعالم الأثرية التي تزخر بها مدينة الإسكندرية، والذي يعود بناؤه إلي العصر الرومانى، في العام الثاني والتسعين بعد المائين ميلاديًا، تمجيدًا للإمبراطور الروماني دقلديانوس.. وتعود تسميته إلى العصر العربي نتيجة لارتفاعه الشاهق. يتوسط عامود السواري رواقًا، يضم أربعمائة عامود، قذف ببعضها في البحر عام 1167 لزيادة تحصينات المدينة. صمم العامود من حجر الجرانيت الأحمر، مما أكسبه رونقا وجمالا ويأتي بدن العامود عبارة عن كتلة واحدة، دون أية فواصل، ويبلغ طوله قرابة الواحد والعشرين مترًا، وقطره عند القاعدة يزيد علي العشرين مترًا بسبعين سنتيمترًا، ثم يضيق ليصل عند التاج إلي مترين وثلاثين سنتيمترًا، أما الارتفاع الكلى له بما فيه القاعدة والتاج فيصل إلى ما يقارب السبعة والعشرين مترًا. يتصدر قاعدة العامود نقش يونانى قديم نصه: "إلى الإمبراطور العادل، الإله الحامى للإسكندرية "دقلديانوس" الذى لا يقهر.. أقام بوستوموس والى مصر هذا العمود". ودقلديانوس، هو إمبراطور يوناني، أقام بالإسكندرية بعض الوقت وأرجع إليها جزية القمح التى كانت روما تجمعها سنويا من مصر، وأمر بتوزيعها مجانا على الفقراء من سكان المدينة، كما أصلح من نظام إدارتها، مما دفع الناس إليأن يتحدثوا بفضله، فأقيم العامود ونقش عليه هذا النص تخليدا لذكره، وتعبيرا عن شكر السكندريين له، وتحدثا بكرمه وفضله، وقد يفهم من النص أن تاج العامود كان يعلوه تمثال للإمبراطور أسوة بما كان متبعًا فى كثير من أعمدة الأباطره السابقين.