تشهد العلاقات المصرية - الألمانية طفرة كبيرة خلال الفترة الحالية خاصة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبرلين ثلاث مرات فى السنوات الأخيرة وحرصه خلال زيارته على لقاء رجال الأعمال والتعليم والصناعة الألمان الذين يستحوذون على نحو 80% من النشاط الاقتصادى فى ألمانيا. أكد ذلك الدكتور بدر عبد العاطي، سفير مصر بألمانيا، فى ختام فاعليات الملتقى العربى الألمانى الثامن للتعليم والتدريب المهنى الذى عقد بالعاصمة الألمانية برلين ونظمته غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع هيئة التعليم والتدريب المهنى الألمانية imove والذى يهدف لوضع خطة عاجلة لمستقبل الشباب وخلق فرص العمل، وحضرت الجامعة الألمانية بالقاهرة ممثلة عن مصر، وشارك بالملتقى أكثر من 200 من وزراء التعليم العرب والسفراء والسياسيين ورجال الصناعة والخبراء من مختلف الدول العربية والإفريقية . وقال بدر إنه للمرة الأولى يتم توقيع 4 اتفاقيات للتعليم خلال زيارة الرئيس الى برلين فى اكتوبر الماضى وهى إنشاء أول جامعة للعلوم التطبيقية الألمانية فى مصر فى العاصمة الإدارية الجديدة وهذه خطوة كبيرة، لأن الهدف الأساسى لهذه الجامعة تخريج أجيال بتخصصات تتماشى مع السوق العالمية لتكون قادرة على قيادة الشركات العالمية فى مصر بالكثير من المجالات ومنها مجال السيارات أو القطاعات الهندسية المختلفة، مشيرا إلى أنه تم أيضا توقيع اتفاقية أخرى لإنشاء هيئة لجودة التعليم وأكاديمية لتدريب المعلمين ونحن الآن بصدد تفعيلها من خلال زيارات ستأتى من مصر الى العاصمة الالمانية قريبا جدا . وأكد الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، المؤسس الأول لها، رئيس الوفد المصرى المشارك بالملتقى أن التغيرات السياسية والاقتصادية والأوضاع الأمنية المتفاقمة فى منطقة الأورومتوسطى والبحر الأحمر تستلزم نظرة متكاملة من الجانبين الأوروبى والعربى وكذلك الافريقي، للتعامل مع تحدى مواجهة البطالة وخلق فرص عمل للشباب بما يعكس استقرار المنطقة. وقال إن الملتقى ناقش تعزيز التعاون الواعد بين شركاء الأعمال الألمان والعرب فى قطاع التعليم والتدريب المهني، حيث تؤكد التقارير أنه على الرغم من الاستثمارات الكبيرة فى أنظمة التعليم الوطنية والعدد المتزايد من خريجى الجامعات العربية، فلا يزال الطلب على العمالة الماهرة فى العالم العربى مرتفعًا للغاية. وأكد منصور أن مقولة «تمتلكون ثروة بشرية هائلة هى أهم العوامل المحفزة لجذب المستثمرين لمصر».. هى الانطباع المترسخ لدى رجال الأعمال الألمان والأوروبيين المشاركين فى الملتقى العربى الألمانى الثامن للتعليم والتدريب ببرلين، فالأرقام تؤكد أن الشباب أقل من 25 عاما فى مصر يمثلون 50% من القوة البشرية، وهى ثرورة بكل المقاييس. د. أشرف منصور و د. توماس لوخر أثناء توقيع الاتفاقية وبحث الملتقى كيفية تعظيم الاستفادة من هذه الطاقة البشرية وتحويلها إلى أياد ماهرة تخدم الصناعات العملاقة بمختلف مجالاتها. وأكد منصور أنه وفقاً للإحصاءات فالمنطقة العربية فى حاجة ملحة إلى خلق 100 مليون فرصة عمل خلال السنوات ال 10 القادمة، ومن هنا أولت القيادة السياسية اهتمامها بالتعليم الفنى ذى الجودة العالية وإتاحة التدريب المهنى المتميز وكيفية الاستفادة من التجربة الناجحة لنظام التعليم الألمانى والتى تقوم فى الأساس على التعليم الفنى وتمتد إلى الجامعات البحثية والتطبيقية، وتم خلال الملتقى تسليط الضوء على النموذج الرائد للتعاون مع ألمانيا فى هذا المجال وهو الجامعة الألمانية بالقاهرة التى انطلقت منذ 17 عاما والجامعة الألمانية الدولية الجارى إنشاؤها بالعاصمة الإدارية باعتبارهما أول نموذجين للتعليم العالى الألمانى يجتمعان خارج حدود ألمانيا. وأضاف: «لقد ذكرت ذلك هنا فى برلين منذ أربع سنوات فى أعمال الملتقى السادس للتعليم والتدريب المهنى فى أبريل 2015، وقبل 5 أشهر فقط من استقبال ألمانيا للاجئين السوريين فى سبتمبر 2015». وأكد رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية أن عدم الاستقرار الاقتصادى حتى لدى الدول المستقرة سياسيًا يؤدى إلى مشكلات حتى فى الدول الأوروبية المفترض أنها مستقرة، وعلى سبيل المثال مشكلة اليونان ودول أخري. وكشفت د. شيرين السلاموني، مديرة العلاقات الخارجية بالجامعة، إلى أن الجامعة عملت على أربعة مسارات فى التدريب المهني، بدءا من التعاون والتأهيل المهني، والتعاون لإنشاء شركات والتعاون مع شركات كبيرة، فضلا عن وجود شبكة من العاملين بالشركات بالعديد من الدول التى تعمل فى مجال الصناعات البلاستيكية والميجا الكترونيكس، والتعاون مع إدارة وسائل الإعلام والتليفزيون الوطني، وإنشاء الدبلومات التأهيلية وأكاديميات لتأهيل المعلمين ودورات خاصة للعاملين فى الجهات الحكومية.