ستظل الإنسانية كما وصفها الأديب الراحل نجيب محفوظ «صلاة» لها حسناتها، بحضورها تذوب الفوارق، وتتوحد الألوان، وتمحى الحدود. وستظل لها رائحة العطر وسط كل روائح التعصب والكراهية التى يحملها لنا الهواء كل يوم من كافة أرجاء العالم.فلم يكن غريبا أن نرى توحد مشاعر الشعب النيوزيلندى ورئيسة وزرائه «جاسيندا أرديرن» مع المسلمين فى صلاتهم بعد حادث المسجدين. ولم يكن صادما حينما ارتدت «تاريا هالونين» رئيسة جمهورية فنلندا السابقة ملابس «قديمة بالية» لتجلس وكأنها «بلا مأوى» لساعات طويلة, فقط لتشعر الناس بمأساة اللاجئين والفقراء. تاريا هالونين سيلفى ليستهاوج وليس ضربا من الجنون حينما ألقت وزيرة الهجرة النرويجية «سيلفى ليستهاوج» نفسها فى بحر إحدى الجزر اليونانية مرتدية «بدلة إنقاذ» لتطفو فوق سطح الماء 5 دقائق للفت أنظار العالم للبحر الذى يبتلع آلاف اللاجئين. بينما لم يكترث نجوم الكرة أمثال اللاعب المالى عمر كانوتيه وحارس المرمى الإيطالى جانلويجى بوفون وغيرهما بالعقوبات أو الإنذارات التى توقع عليهم بسبب انحيازهم لقضايا «إنسانية» يؤمنون بها، فكشف الأول عن قميص يرتديه كتب عليه كلمة «فلسطين» فى إحدى المباريات اعتراضا على قصف قطاع غزة وعرض نفسه لعقوبة مالية كبيرة, بينما كان الآخر مهددا بالإيقاف لمدة عامين عقابا على تغريدة نشرها على تويتر معترضا على الاعتراف بدولة إسرائيل ونقل سفارات بعض الدول إلى القدس. وكانت لفتة إنسانية عندما ارتدى رئيس وزراء كندا جاستن ترودو فى مؤتمر دافوس الماضى «جوارب» بألوان ملفتة مرسوم عليها بطة! وأعلن بعدها أن سبب ارتدائه هذه الجوارب هو تضامنه مع «جون» المصاب بمتلازمة داون وصاحب هذه الرسومات. عمر كانوتيه جاستن ترودو