ونحن نعيش الأجواء الاحتفالية بالمرأة فى شهر مارس سواء كان بيوم المرأة العالمى 8 مارس او يوم المرأة المصرية 16 مارس نتساءل : كيف ترى المرأة المصرية نفسها حاليا وماذا ينقصها من حقوق لم تحصل عليها حتى الآن وعليها أن تسعى جاهدة لتحقيقها؟، وماذا عن معاناتها ، وما عليها من واجبات حتى تصبح شريكا فاعلا فى التنمية دون أى تمييز بينها وبين الرجل فى سبيل نهضة مصرنا الحبيبة. بداية تؤكد الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيس ملتقى تنمية المرأة سعادتها عندما تلمس أى تقدم للمرأة المصرية فى مختلف المجالات وتقول: ما يعنينى أكثر من أى شيء آخر القاعدة العريضة من النساء التى تعانى من الفقر والبطالة والعنف والصورة المتدنية التى تراكمت على مدى سنوات وخاصة فى حكم الاخوان الذين يقدمون صورة للمرأة تنقص من قدرها كإنسان لابد أن يخضع للوصاية ، فكل الآثار الاجتماعية والاقتصادية تعانيها النساء الفقيرات بشكل مضاعف، فمازالت المظالم التى تقع على غالبية النساء لم تنته بعد، وقد تنتهى عندما تتغير الاسباب الاجتماعية والاقتصادية التى أدت إلى هذه المظالم .. وتستطرد النقاش قائلة : يجب ان نعيد النظر بطريقة احتفالنا بيوم المرأة العالمى أو يوم المرأة المصرية بأن نتعرف على واقع المرأة ولاننظر إلى النخبة فقط لأن ذلك سوف يؤدى الى نتائج مضللة، وعلينا أن نتعامل مع الواقع من أمية وعنف منزلى وبطالة وفقر كى نحسن من وضع تلك النساء .. وتناشد النقاش الحركة النسائية فى مصر ان تدرس بجدية مسألة العمل غير مدفوع الاجر الذى تقوم به المرأة فى رعاية الاسرة وتدبير شئون المنزل كل هذا دون اجرواكثر من ساعات العمل المدفوع اكثر من رجال آخرين ، ولابد ان تدرك الدولة ذلك وتضعه فى موازنتها العامة بحيث تتلقى النساء اجرا عن ذلك . ورغم قناعتها بما حققته المرأة فى مجال البحث العلمى من وجود فى معظم مجالاته فإنها ليست راضية بنسبة تمثيل المرأة كما ينبغى فى مواقع القيادة فى البحث العلمى .. هكذا اقرت د. فينيس كامل جودة الوزير الأسبق للبحث العلمى والاستاذ بالمركز القومى للبحوث والتى كانت أول امرأة تتولى وزارة البحث العلمى عام 93 الى 1997 وتضيف قائلة: نسبة المرأة التى تعمل فى مجال البحث العلمى اعلى من نسبة الرجال حاليا نحو 52 % وترجع ذلك الى ان معظم المراكز البحثية اصبحت تفضل عمل المرأة فى البحث العلمى كباحثات لما تلمسه منها من صبر ومثابرة وإخلاص ودقة فى النتائج وتتمثل هذه النسبة بشكل مرض فى القيادات على مستوى رؤساء اقسام ورؤساء شعب فقط باستثناء معهدت «تيودور بلهارس» وترأسه د.وفاء قنديل ، ومدينة الابحاث العلمية ببرج العرب بالاسكندرية وهى مكونة من نحو 5 أبحاث علمية وترأسها د. مها الدملاوى ولذا مطلوب تمثيل نسبة اكبر من القيادات النسائية فى البحث العلمى تتناسب مع عددهن فى مجال العمل .. مسألة اخرى تؤرق د.فينيس وهى امية النساء والتى تمثل ضعف امية الرجال وتتساءل اين دور المجلس القومى للمرأة ووزارة التربية والتعليم فى هذا الشأن حيث ثبت فشل عمل هيئة تعليم الكبار ومحو الامية لمواجهة امية النساء وهذا على حد تعبيرها، وتقول لابد من وضع استيراتيجية وبرامج زمنية محددة للقضاء على امية النساء بشكل كامل.. وتختتم د.فينيس رؤيتها بأملها فى تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وخاصة فى القيادات الوزارية والمقاعد البرلمانية . بينما ترى د. أميرة الشنوانى استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ان المرأة فى مصر قد حققت انجازا ايجابيا فيما يتعلق بحصول المرأة على حقوقها وتمكينها نتيجة لوجود إرادة جادة من قبل القيادة السياسية وتقول : التاريخ لن ينسى ماقامت به المرأة المصرية خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو وما تلاها من جهد لمساندة بلادهما نتيجة لولائها وإيمانها بحبها لوطنها ، ولذلك جاء الدستور المصرى لعام 2014 متضمنا 21 مادة تعتبر انصافا للمرأة واهمها المادة (11) التى تضمن قيام الدولة بتحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية وغيرها طبقا لأحكام الدستور، واصبح لدينا لأول مرة سيدة فى منصب مستشار الرئيس لشئون الامن القومي، وأول سيدة فى منصب محافظ فى البحيرة ثم دمياط، كما ارتفع عدد القاضيات فى مصر الى 66 قاضية، ووجود 90 سيدة فى البرلمان، وثمانى وزيرات فى الحكومة، وتختتم الشنوانى رؤيتها بتوقعها مزيدا من المكتسبات للمرأة المصرية فى الفترة المقبلة . أما المأذونة امل سليمان التى تعد اول مأذونة امرأة على مستوى الوطن العربى بمنطقة القنايات بالزقازيق بالشرقية منذ عام 2008 وعضو المجلس القومى للمرأة فتبدى تعاطفها الشديد مع المرأة المقهورة فى المجتمع الريفى بسبب اهل زوجها الذين يعتبرونها شغالة مجانا للعائلة كلها الزوج ووالده ووالدته واخواته جميعا هى التى تقوم بخدمتهم وبالأمر ودون شفقة او رحمة ولا تجد من يسمعها حتى اذا لجأت الى بيت اهلها ايضا لم ينصفوها بل يعتبرونها هى التى اخطأت عندما تركت بيت زوجها ويرغمونها على العودة الى بيت زوجها مهما يكن فيه من مهالك بالنسبة لها خوفا من الشماتة من الجيران والاقارب ونظرة المجتمع المتدنية بالنسبة للمطلقة واتهامها بالفشل والملامة ، ولذا تعانى المرأة الريفية والتى تعيش فى مثل هذه الظروف من ضغوط نفسية وعصبية شديدة من الممكن ان تؤدى الى امراض عضوية .. وتشيد ابتسام حبيب عضو مجلس النواب سابقا بنسبة تمثيل المراة فى البرلمان المطروحة فى التعديلات الدستورية الجديدة وهى 25% وتقول هذه نسبة معقولة جدا ولست مع من يطالبن بنسبة 50% فليس بالكم ولكن بالكيف .. وبشكل عام فالمرأة المصرية تحصد الآن ثمار ما قدمته من تضحيات على مدى الاجيال واصبحت تعيش ازهى عصورها فى ظل ارادة سياسية قوية تقدرها وتحفظ لها مكانتها . واكثر من مرة وجهت ابتسام الصعيدى رئيس حملة «شكرا» ورئيس مجلس ادارة جمعية «شكرا اهل الخير» الدعوة لتكريم سيدات تفانين فى مراعاة اسرهن بل تحملن عبء المعيشة بالكامل بسبب الطلاق او هجر الزوج وتركه اسرته وابناءه دون اى مبالاة لمصير الاسرة .