لدينا وزيرة ثقافة على مستوى رفيع هى الدكتورة إيناس عبدالدايم.. فنانة تفخر بعملها بأوركسترا القاهرة السيمفونى سنوات طويلة وتفخر أيضا بإدارتها الأوبرا سنوات إضافية، ولدينا جماعة ثقافية كبيرة تنتج أنواعا مختلفة من الأدب والمسرح والسينما لكن احتكاكها بالعالم محدود لأسباب ليسوا هم المسئولين عنها ولدينا شعب يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة. وبالقطع لا يتناسب حجم ما يترجم من إبداعات العالم فى مصر فهو ضئيل للغاية وقديم أيضا، ولا يتناسب تواصل شباب المثقفين مع العالم فى وقت نتحدث فيه عن تفاعل عصر الذكاء الصناعى مع ثورة الانترنت، ولمن لا يدرك أبعاد ظاهرة الذكاء الصناعى نقول إن أكثر إبداعاته وضوحا يتمثل فى الروبوت الذكى القادر على تبادل الحوار وأداء كل الاعمال فى المصانع والمزارع والبيوت والذى يمكنه تبادل الحديث مع صاحبه وهو فى طريقه لكى يكتسح أسواق العالم فى القريب جدا. يمكنك أن تشترى (روبوت) كما تشترى الهاتف المحمول ويمكن لهذا الروبوت أن يقوم بكل الأعمال الانسانية من طبخ وتنظيف وغيرها. خطورة الروبوت انه سوف يحل محل الإنسان فى سوق العمل وفى مجال الثقافة وسوف يتبدل ذلك الدور التقليدى للمثقف الذى يجلس نهارا وليلا على مقهى زهرة البستان أو الحرية أو ريش وهو ما يؤكد ضرورة فتح حوار واسع حول مثقف عصر الذكاء الصناعى كيف سينتج أدبا وكيف سيقرض شعرا وهل سيصبح المثقف منقطع الصلة بعصر الذكاء الصناعى، لقد انتهى عصر ما بعد الحداثة منذ سنوات طويلة وبدأ عصر الانترنت الذى يسمح لنا بالاستماع الى كتاب كامل خلال يوم واحد. لقد دخلنا فى مرحلة تقتضى مناقشة واسعة لدور المثقف فى هذا العصر المتغير.