دبي- عبد المنعم السيسي : استعرض المنتدى العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي في القمة العالمية للحكومات، التحولات المتوقعة مع التنامي المتسارع لأنظمة الذكاء الاصطناعي. وشارك في جلسات المنتدى كبار الخبراء والعلماء وممثلون عن كبرى المؤسسات العلمية والبحثية في العالم، وبحثوا المتغيرات الناجمة عن التحول من انترنت المعلومات إلى انترنت الخبرات وأهمية هذا الأمر في إثراء القيمة الاقتصادية للبيانات. تغيرات وفي جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في مدن المستقبل"، أشاد ستيوارت راسل بروفيسور علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا والحائز على العديد من الجوائز لابتكاراته في مجال الذكاء الاصطناعي بتجربة بلدية دبي في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحدث عن طرق تسخير الذكاء الاصطناعي في إدارة المدن الذكية، وأشار إلى أن ذلك يمكن أن يتم من خلال إشارات المرور واستخراج التراخيص، واستخدام أجهزة الاستشعار للاستدلال على أماكن الحفر والمطبات في المدن، ومن خلال استخدام صور الأٌقمار الاصطناعية، والحصول على المعلومات في الوقت الحقيقي، ما يجعلنا قادرين على إدارة الأمور بطريقة لم نعرفها قبلا. وأضاف: "يخطئ من يظن أن الذكاء الاصطناعي والتعلم المعمق وجهان لعملة واحدة ولا بد من التوضيح أن التعلم المعمق ساهم بتقليص الأخطاء، وبالتالي تحسين قدرة الآلات على تجاوز الأخطاء بشكل أفضل من البشر. وأشار إلى أن البيانات نفط العصر الجديد، وأن تكاليف بعض الخدمات تنخفض وتكاد تصبح مجانية كما يحدث مع تكلفة أوبر، ورأى أن الفشل في ابتكار سيارات ذاتية القيادة تتمتع بالأمان قد يحبط عزيمة البشر على الاستمرار في الابتكارات، وقال: "في المدن الذكية لن يعود هناك حاجة لاستخدام السيارات وسيكون الاعتماد بالكامل على وسائل النقل الجماعية". وتطرق إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد وأثرها على المدن في المستقبل من خلال تغيير طبيعة الإنتاج والتوزيع والتخزين، ما سيجعل كل بيت مكتفيا بذاته لإنتاج حاجاته. سيمفونية الذكاء وفي جلسة بعنوان: "مقدمة الذكاء الاصطناعي"، تناول كيفن كيلي المؤسس والمحرر التنفيذي لمجلة "وايرد"، أساسيات الذكاء الاصطناعي ودوره في تشكيل المستقبل، وقال: "الذكاء سيمفونية تختلف من شخص لآخر، ولذلك هناك مقاربات مختلفة من شخص لآخر، والأمر نفسه في الذكاء الاصطناعي، وإذا عدنا لعالم الحيوان نجد أن لدى السنجاب ذاكرة قوية فهو يتذكر في أي حفرة خبأ البندق قبل سنوات ولكنه ليس ذكيا في أمور أخرى، كذلك الأمر بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فنحن سنجهز الروبوتات لتتخطانا في مجالات معينة وليس كل المجالات، مثل الآلة الحاسبة وهي أكثر ذكاء منا في علم الحساب ولكنها متخصصة في أمر واحد فقط". وأضاف كيلي: سنعمل على تطوير أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي، لا تشبه ما يتمتع به البشر، وهذا هو الجيد في الأمر. عندما فكرنا باستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة سيارة أردناها بعكس الإنسان قادرة على التركيز على القيادة فقط، ولذلك من الأهمية ألا تفكر الآلة مثل الإنسان، ولننظر إليها على أنها مختلفة عنا. وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيساعد البشر على التواصل والتعاون بين الاثنين سيحقق نتائج أفضل، مقارنا بين الثورة الصناعية الثانية وما نعيشه اليوم، ومشيرا إلى أن الطاقة والحصول عليها كان مفتاح التطور، واليوم فإن البيانات وتحولها هي الأخرى لسلعة يسهل الحصول عليها بأسعار زهيدة ستكون المفتاح للتطور. ودعا كيلي إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي كما تفعل الصين، وطالب بتقنين هذا الذكاء خاصة وأن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى سلعة متاحة للجميع، وتطرق إلى الواقع الافتراضي وتطبيقاته، موضحاً أن التداخل بين الواقعين الحقيقي والافتراضي سيكون فعالا في التعليم وسيخلق منتجات جديدة وسيناسب العمل في المكاتب، كما سيكون من الممكن بناء مكتبة وامتلاك زملاء افتراضيين، وأن نذهب لأماكن لا يمكن عادة الذهاب إليها، وأن نتشارك الخبرات وبالتالي نتحول من انترنت المعلومات الى انترنت الخبرات. وقال كيلي إن الوقت مناسب اليوم للاستثمار في الذكاء الاصطناعي كون المنافسة لا تزال محدودة بوجود عدد قليل من الخبراء، لكن الحال لن يبقى على حاله مستقبلا وستصبح المنافسة أصعب. الأمن والذكاء الاصطناعي وفي جلسة بعنوان: "ما يجب أن نعرفه عن الذكاء الاصطناعي" تحدث د. رومان يامبولسكي، البروفيسور المساعد الدائم في قسم هندسة وعلوم الكمبيوتر في جامعة لويسفيل، مؤلف كتاب "الذكاء الاصطناعي الخارق: نظرة مستقبلية"، عن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأمن، مشيرا إلى خسارة تقدر قيمتها بستة مليارات دولار العام الفائت نتيجة فقد البيانات، ولهذا فإن الوقت الحالي هو الوقت الأمثل لخبراء الأمن المعلوماتي الذين تتزايد الحاجة إليهم. وبين يامبولسكي أنه من الصعوبة على الأفراد متابعة الحجم الكبير من المعلومات المتاحة حاليا، ولدينا أنماط مختلفة من المجالات التي يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي مثل البورصة، وأصبح لدينا أجهزة تتعلم وتقوم بمعظم الأعمال، وهناك أجهزة تتخطى ذكاءنا. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يخترق الأجهزة بل البشر الذين يستخدمونها، ولذلك فإن الهندسة الاجتماعية تتيح تعلم الكثير، وحتى خبراء الأمن السيبراني قد يقعون ضحية لاختراق الذكاء الاصطناعي.
