«فلنعمل بمناسبة اليوم العالمى للأحياء البرية على إذكاء الوعى بالتنوع الباهر للحياة البحرية وأهميتها الحاسمة فى تحقيق التنمية المستدامة، فبهذه الطريقة يمكننا الاستمرار فى توفير تلك الخدمات للأجيال المقبلة».. كانت تلك رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للأحياء البرية الذى يوافق الثالث من مارس، وهو اليوم الذى شهد التوقيع على اتفاقية التجارة الدولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية، فى ديسمبر 2013. وفى إطار رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي، أقيمت بحديقة الحيوان بالجيزة احتفالية كبيرة برعاية الأممالمتحدة التى اتخذت له هذا العام شعار «لنحم الكائنات البحرية فى الأعماق من أجل البشر وكوكب الأرض» بهدف زيادة الوعى حول التهديدات التى تواجهها الحياة البحرية فى جميع أنحاء العالم بحضور الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة وراضية عاشورى مديرة مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة والدكتور عبدالحكيم محمود رئيس الهيئة العامة لخدمات الطب البيطري، واللواء محمد رجائى رئيس الحدائق العامة للحيوان وجمع كبير من أساتذة الجامعات والباحثين وطلبة الكليات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني. وعزت د.منى محرز أن التلوث البيئى الذى انتشر ليس فى مصر وحدها، وإنما على مستوى العالم إلى التقدم الصناعى الهائل والتكدس السكاني، ما دفع إلى ضرورة الاهتمام بالحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجى للكائنات بشكل عام، وأشارت الى أن التنوع البيولوجى أهم سماته ارتباط الكائنات ببعضها البعض فى سلسلة ممتدة، وبالتالى الحماية من الانقراض لبعض الكائنات، الأمر الذى يمثل تحديا خطيرا أمام المجتمع العالمي، وأشادت بوعى منظمات المجتمع المدنى والمرأة بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى، وضرورة غرس ذلك فى النشء الصغير. ودعت إلى ضرورة تبنى موضوع الحد من التلوث البيئى الناجم عن استخدامات البلاستيك الذى لا يتحلل ويبقى لمئات السنوات ويؤدى لنفوق العديد من الكائنات الحية، من خلال الحد أو الامتناع عن التعامل بها عبر بدائل طبيعية. من جانبها، أعربت راضية عاشورى عن ثقتها فى قيام مصر بتنفيذ تعهداتها ضمن الاستراتيجية العالمية للتنمية المستدامة والاستراتيجية الوطنية لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة خاصة فى بعدها البيئي، وقالت إن اختيار الأممالمتحدة لعنوان «لنحم الكائنات البحرية فى الأعماق من أجل البشر وكوكب الأرض» جاء لتسليط الضوء على الهدف ال 14 من أهداف التنمية المستدامة بالأجندة العالمية وهو «حفظ البحار والمحيطات والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة» وأضافت أن الحياة البحرية تواجه مخاطر عدة أغلبها من صنع الإنسان فنحو 33% من المخزون السمكى التجارى فى العالم مستغل بشكل مفرط وكمية الأسمدة التى تدخل المحيطات سنويا من الأراضى الزراعية تعادل 15 مليار دولار حاملة 13 مليون طن / مترى من النيتروجين، وهو ما يتسبب فى انخفاض نسبة الأكسجين فى المحيطات ويضر الحياة فيها، ونحو مليونين ونصف المليون طن من الأكياس البلاستيكية تدخل إلى المحيطات من خلال الأنهار كل عام، بالإضافة إلى كميات هائلة من مياه الصرف الصحى غير المعالجة وما تحمله من ملوثات. وقد أشاد د.إسلام عدلى المدرس المساعد بكلية العلوم جامعة عين شمس باختيار حديقة الحيوان لإقامة الاحتفال باعتبارها منبع الحياة البرية، مشيرا الى أن قيامه مع مجموعة من طلبة كلية العلوم المتطوعين باسم حراس البرية بتوعية مرتادى الحديقة بكيفية المعاملة اللائقة والسليمة للحيوانات، خاصة أن حدائق الحيوان على مستوى العالم هى تمثيل للبيئات المحلية والدولية وبالتالى المكان الأنسب للانطلاق فى عملية التوعية، وقامت المجموعة بعمل كتيب إرشادى للتوعية بعدم تلويث البيئة والرفق فى معاملة الحيوانات، وكذلك التوعية بالالتزام بالقوانين الدولية التى تمنع الاتجار بالحيوانات المهددة بالانقراض، وقال: ضم الكتيب نماذج لتلك الحيوانات مثل ابن آوى وبعض أنواع النسور كالرخمة المصرية، وتحث المجموعة المواطنين على إبلاغ وزارة البيئة من خلال أرقام تليفونات طوارئ عند رؤية تلك الأنواع متداولة فى الأسواق، كذلك يتم التوعية بعدم الاتجار بجلود الثعابين والحيوانات المهددة بالانقراض.