لعب المثقفون أدوارا بالغة الأهمية فى ظل الدولة المصرية الحديثة.. منذ أكثر من 200 عام وهم فى قلب عملية تحديث الدولة والمجتمع منذ أن تم إرسال رفاعة رافع الطهطاوى إلى بعثة خارجية وقبلها مع إنشاء مدرسة الطب لخدمة الجيش المصرى ومع تدريب المهندسين المعماريين والإنشائيين على يد الإيطاليين والفرنسيين وهم يساهمون فى بناء الدولة، لذا لا أرى تعارضا بين المثقفين والدولة على الإطلاق. لقد ساهمت الطليعة الاولى من المثقفين المصريين فى الدفاع عن الوطنية المصرية من شعراء يتصدرهم أحمد شوقى وسيد درويش إلى سيد حجاب ومن كتاب مثل مصطفى كامل و أحمد لطفى السيد و طه حسين والعقاد إلى لويس عوض ونجيب محفوظ ويوسف إدريس. هناك وقائع من الصدام حدثت مثلا فى عز أيام الناصرية ودخل كبار المثقفين المصريين السجون من 1959 إلى 1964 وخرجوا يواصلون مهمتهم فى ظل مدارس فكرية مختلفة، اليسار دخل السجون ورغما عن ذلك لم يختلفوا كثيرا مع عبد الناصر، دافعوا عن أفكاره فى التأميم والإصلاح الزراعى وغفروا له زجهم فى المعتقلات، ثم حدثت الخلافات مع الرئيس الراحل السادات فى أحداث 18 و 19 يناير. الثقافة المصرية شكلت خط الدفاع الأول عن الأمة فى حروب 1956 و1967 وحرب أكتوبر المجيدة.. الكتاب والشعراء وكبار المطربين كانوا فى الخط الأول ملهمين لأفراد الشعب. الثقافة المصرية من كتاب وأغنية ومسرحية وشعر ونثر ومقال وصحافة شكلت قلب القوة الناعمة التى أعطت مصر مكانتها وسط العالم العربي.علاقة المثقفين بالدولة فى حاجة الى إطار جديد يتيح للجميع المشاركة فى دخول مصر عصر الذكاء الصناعى والثورة الرقمية. لمزيد من مقالات جمال زايدة