التطور التكنولوجى من حولنا فى جميع المجالات لا يؤثر فى حياتنا فقط ولكن يمتد تأثيره للأبناء أيضاً، فبعد أن كانت سن المراهقة تبدأ من سن 10 سنوات أصبحت التكنولوجيا تتسبب فيما يسمى بالمراهقة المبكرة والتى تبدأ من سن 6 سنوات فى بعض الحالات، لأن المعلومات أصبحت متاحة، وبالتالى قدمت لهم التكنولوجيا فرصًا لنمو مشاعرهم بشكل أسرع. يقول د. محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس أن الطفل قد يتصرف مثل المراهقين بطريقة غريبة لا تناسب سنه وهو دون العاشرة مما ينذر بوجود مشكلة لديه، وقد يكون ذلك بسبب وجود مشكلة عائلية فيلجأ الى محاولة لفت الانتباه له أو جلوسه على الإنترنت مدة طويلة لمشاهدة برامج أو أفلام تفوق مرحلته العمرية، أو قبول الأسرة بعض السلوكيات الخاطئة من الطفل باعتباره مازال طفلا فيتمادى فيها الى أن تتجاوز حدود المقبول. أما علامات المراهقة المبكرة كما يراها د. محمد فهى محاولة إثبات الذات، وفرض الرأى فى كل صغيرة وكبيرة فى المنزل، والتمرد على النصائح وخاصة من الأبوين، والندية فى التعامل، وتقلب المزاج حيث يصبح الولد أكثر شراسة بينما تكون الفتاة أكثر رقة وتقوم بتكوين صداقات جديدة وتقليدهن فى كل أفعالهن. وعن التعامل مع الطفل فى هذه المرحلة يقول أستاذ علم النفس: يجب الابتعاد عن أسلوب اللوم أو العقاب بالضرب على السلوك الخاطيء، وبدلا من ذلك على الأبوين أن يبحثا عن الأسباب ومحاولة حلها، وتشجيع الطفل على أى سلوك إيجابى يقوم به وإقناعه بالآثار السلبية للتصرف الخاطئ حتى يتوقف عنه، وعندما يحاول الصغير فرض رأيه من خلال نوبات التمرد فيجب التعامل مع الأمر بكل هدوء مع إعطائه فرصة للتعبير عن رأيه، ومحاولة شغل وقت فراغه بممارسة الرياضة، والإجابة على أسئلته بكل صراحة ووضوح، والاعتماد عليه فى القيام ببعض الأعمال التى تناسب سنه لإكسابه ثقة بالنفس مع ضرورة معرفة أصدقائه لأن لهم أكبر الأثر فى هذه المرحلة.