أيام وتبدأ إجازة نصف العام، والتى تنتظرها الأمهات قبل الأطفال، فى محاولة لالتقاط الأنفاس قبل بداية النصف الثانى من العام الدراسي، وكل أسرة تخطط لقضاء هذه الإجازة حسب ميزانيتها فالبعض يقرر السفر الى الأماكن السياحية والبعض يفضل الراحة فى المنزل أو فى زيارات عائلية، ولكن نجد أن معظم الأبناء يفضلون قضاء الإجازة أمام التلفاز والكمبيوتر. يقول د. محمد سكران، أستاذ التربية : صحيح أن الإجازة فرصة للراحة من عناء المذاكرة، ولكنها لا تستغل الاستغلال الأمثل، وليس هناك أفضل من غرس حب القراءة فى الطفل بعد أن أبعدته تكنولوجيا الاتصال عنها، والتى أصبحت منتشرة بشكل كبير على مختلف المستويات خاصة أن هناك العديد من الدراسات العلمية تظهر أهمية القراءة فى تشكيل الوعى واتساع الثقافة وتكريس القيم والأخلاقيات فى النفس الإنسانية الى جانب أنها تمد الطفل بالمعانى والصور الذهنية وتؤدى أيضا الى النمو اللغوى والتفكير اللفظى مما يؤدى الى التطور المعرفى لدى الأطفال. ويضيف أن القراءة تملأ الطفل رغبة فى المعرفة وتنمى الشعور بالذات وبالآخرين كما أنها تنمى لديه ملكة التفكير السليم وترفع مستوى الفهم عنده، كما أنها تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التى تواجهه، كما أن قراءة القصص الخيالية تهيئ له فرصة لأن يعيش فى الخيال حياة الأبطال التى يتمنى أن يعيشها فى الواقع. ويؤكد د. محمد سكران أنه لابد من تكوين مكتبة صغيرة خاصة بالطفل لتشجيعه على القراءة تضم الكتب والقصص الملونة التى يختارها بنفسه ويكون رأى الأم استشاريا فقط عند شرائها، كما أنه يجب أن يبدأ الطفل القراءة بالتدريج مثلا أن يبدأ بكتاب كله صور ثم كتاب الصفحة مكونة من صورة وكلمة ثم صورة وعدد من الكلمات وهكذا.. على أن يكون المكان الذى يجلس فيه الطفل للقراءة مكاناً مريحاً تتوافر فيه الإضاءة القوية، ويفضل ربط المناسبات، وكل ما تقوم به الأسرة، بالقراءة، مثلا المناسبات الدينية يمكن تقديم القصص الجذابة للطفل حولها، أو عند زيارة حديقة الحيوان تقديم قصص عن الحيوانات، وحتى السفر يمكن تقديم كتيبات مصورة عن المدينة التى يسافر إليها حتى هوايات الطفل من الممكن تقديم كتب فيها شرح مبسط عنها. وفى النهاية يحذر من أن تجبرى طفلك على القراءة حتى لا يعتبرها شيئا مفروضا عليه فيكرهها.