* الهجان: أتابع إنهاء الخلافات لأن الثأر يهدم أى محاولات للتنمية * «كوم هتيم» تنتظر ولا يمر أسبوع دون إقامة سرادق للصلح * أعضاء اللجان: هناك مصالحة تتطلب 100 زيارة لطرفى الخصومة وأخرى تنتهى بالعفو
«نجحت لجان المصالحات والأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة قنا فى إنهاء 102 خصومة ثأرية وردم بحور الدم ,وبات مشهد تقديم «القودة» أو حمل الأكفان هو المشهد الأكثر تأثيرا ومهابة هناك فى الصعيد والقرى والنجوع عندما يدخل القاتل حاملا الأكفان لأهل القتيل وعزوته وتكون كلمة «عفوت عنك» هى التى تهز أرجاء السرادقات والتهليل بالمباركة على طى صفحات دامية. كشف اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا حجم الجهد الذى يبذل من قبل الجهات الأمنية وأعضاء لجان المصالحات قائلا اتابع بنفسى ملف المصالحات فى محافظة قنا ولربما هذا من ضمن الملفات المهمة جدا لأن الثأر يهدم أى محاولات للتنمية خاصة عندما تكون دائرة الخصومة كبيرة فى القري، حيث تتوقف الحياة خشية أن تتسع دائرتها بالخطأ ومن ثم فإننا نسعى للتحرك السريع وندفع بكل الأطراف القادرة على الحل من رجال دين لأجاويد للجان مصالحات ولا اتوانى فى تحفيز القرية التى تردم الدم لكى نقول لهم إن الدولة تقف معكم وتكافئكم على استجابتكم لردم بحر الدم. أما اللواء مجدى القاضى مدير امن قنا والذى قطع ايضا سنوات قبل ان يتولى منصب مدير أمن المحافظة وهو يسعى فى شمال قنا لإنهاء عشرات الخصومات الثأرية فقال إن هذا الملف احد أهم الملفات التى نركز عليها نظرا لطبيعتها الخاصة ولربما يساعدنا فى ذلك أن كبار العائلات والعمد والمشايخ والقبائل يدفعون معنا بشكل كبير وكل خصومة نضع لها ملفا وإستراتيجية للتعامل لنصل بها إلى بر الأمان ونغلق الملف ولقد نجحنا فى شهور قليلة مضت فى إنهاء 10 خصومات تباعا فلا يمر أسبوع حتى نكون داخل سرادق مصالحة ونحرص كل الحرص على الوجود بينهم حتى نحفز أطراف الخصومة. اللواء محمود حسن مدير ادارة البحث الجنائى بمديرية الأمن وصاحب الدور الأكبر والأهم بحكم العبء الملقى على الإدارة فى هذا الشأن قال إن البداية فى أى خصومة سواء جديدة آو قديمة تتجدد فإن العنصر الأهم هو أن نقودها ونجعلها فى أضيق نطاق حتى لا تتسع وهو الأمر الأهم فى المرحلة الأولى ثم نقوم بمتابعة الحالة على مدار أيام بل تمتد لشهور يعقبها الدفع بالعمد والمشايخ ولجان المصالحات ونعقد جلسات مع كل الأطراف قبل أن نشرع فى تأمين العرس او المصالحة لأنها تكون بمثابة عرس حقيقى فى اى قرية ويظهر ذلك من حجم المشاركات التى تزيد على عشرة آلاف مواطن فى المصالحة الواحدة. الشيخ عبد المعطى أبو زيد إمام مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى السابق وعضو لجنة المصالحات أوضح لنا حجم الجهد الذى يبذل فى كل مصالحة وأن هناك مصالحة تتطلب 100 زيارة لطرفى الخصومة وهو جهد كبير لأعضاء لجان المصالحات لردم الدم، ويتحملون الكثير فى سبيل هدف نبيل موضحا أن تقدير العائلات لقيمة الحاضرين من زعامات القبائل والعائلات والأجاويد عامل قوى فى نجاح المصالحة ليكتمل العرس «بالقودة» أو بالعفو بلا «قودة». وستظل «القودة» ذلك العرس أمل ينتظره الجميع خاصة فى مصالحة «كوم هتيم» شمال قنا بمركز ابوتشت التى لا يزال ملفها مفتوحا حتى اللحظة والتى تحتاج الى جهد مضاعف حتى تسدل محافظة قنا الستار على واحدة من أهم وأكبر الخصومات الثأرية فى الصعيد.