صدر عن مؤسسة «أروقة للدراسات والترجمة والنشر»، فى إطار تعاونها مع النادى الأدبى الثقافى بنجران، كتاب «شعرية التلقى - النص وتجاوب المتلقى فى أدب المعري» للكاتب د. حميد سمير. يعد الكتاب قراءة نقدية تميل إلى دراسة نصوص أبى العلاء المعرى الأدبية من خلال نظرية التلقى التى يتساوى فيها الأديب مع المتلقي، بأن يصبح الأديب وعمله الأدبى والمتلقى على خط واحد مستقيم بحيث يخرج النص الأدبى شعرا كان أم نثرا معبرًا عن مؤلفه ومتلقيه فى آنٍ واحد، وذلك ما لا يميل إليه القراء والنقاد فى دراسة أعمال المعرى الأدبية حيث يتناولونها نقديًا باعتبارها معبِّرة عن ذات الكاتب فحسب. ويقول حميد سمير فى مقدمته للكتاب: «الخطاب الأدبى عند المعرى لا يعكس صورة مؤلفه وحده، إنما هو خطاب يجسد ذاتًا حوارية، من طبيعتها أنها تجمع بين صوت المؤلف وصوت المتلقى فى نص واحد وليس لأى منهما امتياز على الآخر. وهذا يعنى أن العمل الأدبى عند المعرى يقوم على أساس التواصل والحوار الذى يتحول فيه الأدب إلى رسالة تواصلية حوارية تتكون من مرسل ورسالة ومتلق، مع فارق أساسى هو أن هذه الرسالة هى ذات طابع فنى قوامه الحوار والتفاعل الذى لا يعرف الانغلاق والسكون، لأنه منفتح على سياقات متعددة ومتنوعة».