مسقط: صدر للكاتب سالم بن محمد الغيلاني في كتابه "أبو العلاء المعري شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء" قراءة معاصرة، عن مطابع مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان 2010م، ويقع الكتاب في 213 صفحة من القطع المتوسط أشرف على إخراجها وتنفيذها محمد بن سعيد البلوشي. وبحسب هاجر محمد بوغانمي بصحيفة "الوطن" العمانية يصف الكاتب سالم الغيلاني قراءته هذه بأنها "بقدر ما هي نابعة من الذات فإنها أيضا بنفس القدر مشبعة بمؤثرات خارجية تساعد على الغوص في محيط أبي العلاء المعري واستخراج لآلىء إبداعية متباينة من هذه الأعماق البعيدة". يبدأ المؤلف كتابه بتمهيد بعنوان "أبو العلاء المعري..لماذا؟" يوضح فيه الأسباب الذي دعته للكتابه عن المعري شاعرا وفيلسوفا ومفكرا وإنسانا، ويحمل الفصل الأول عنوان "فاقد البصر.. نافذة البصيرة" يتناول من خلاله المؤلف حياة أبي العلاء والتي يصفها بأنها حياة حافلة بالعطاء والتحديات، حيث عاش الشاعر في القرن الخامس الهجري الذي يعد من أخصب عصور الحضارة العربية والاسلامية فكرا وثقافة وازدهارا في كافة المعارف والعلوم والآداب والفنون. ويعنون الفصل الثاني ب "رحيق الفكر وحصاد العمر" والذي يختزل تجربة حياة المعري في "ثمانية وستين عاما من عطاء أبي العلاء المعري في الشعر والأدب والسياسة والمجتمع قدم فيها من المؤلفات ما تفخر به المكتبة العربية الإسلامية والعالمية أيضاً مثل "اللزوميات" و"رسالة الغفران" التي ألهبت خيال الكثير من الادباء والشعراء على مر الزمان، وله ديوان" سقط الزند"، و"الفصول والغايات"، و"عبث الوليد" لديوان البحتري، و"معجز أحمد" الذي شرح فيه ديوان أبي الطيب المتنبي، هذا إلى جانب مجموعة من الرسائل الأدبية والفكرية منها "رسالة الملائكة" و"الرسالة الإغريضية" والرسالة المنيحية". وحول المراة في عيون المعري بأتي الفصل الثالث والي يبحث فيه المؤلف صورة المرأة من منظور أبي العلاء، وسر علاقته بأمه، وسبب عزوفه عن الزواج، وفي الفصل الرابع "أبو العلاء فلكيا" يحلل الكاتب ثقافة المعري الفلكية والتي تتجلى في "اللزوميات"، ويحمل الفصل الخامس عنوان "اليقين المراوغ عند المعري"، وفي الفصل السادس "الخيوط الرفيعة بين الشعراء الأربعة" يعقد الباحث مقارنة بين أبي العلاء المعري وبشار بن برد، وأبي الطيب المتنبي، وعمر الخيام، حيث يقيم الكاتب أوجه تشابه واختلاف عديدة بين الشعراء الأربعة. أما الفصل السابع "رسالة إلى أبي العلاء" فهو عبارة عن قصيدة للشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري والتي ألقاها في مهرجان ذكرى أبي العلاء المعري الذي أقامه المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1944، ويختم الكاتب ب "ومضات علائية".