يحتفي محرك البحث الشهير "جوجل" بذكرى ميلاد أحد أعمدة الشعر العربي وشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1899، وذلك من خلال تغيير اللوجو الخاص به لصورة رمزية للشاعر الذي يلقب ب"متنبي العصر". ولد الجواهري بمدينة النجف بالعراق، كان والده عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة، وقرأ القرآن وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه؛ وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي. وقد نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر، وصدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام (1928)، وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". ثم اشتغل الجواهري مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق ثم ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين. ويُعد الجواهري من أبرز المؤسسين لاتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين، بعد قيام الجمهورية وانتخب أول رئيس لكل منهما، كرمه الرئيس الراحل حافظ الأسد بمنحه أعلى وسام في البلاد. وتعد قصيدة الشاعر الجواهري "دمشق جبهة المجد" من أفضل قصائده،ولكنها ليست الوحيدة فمن قصائده الرائعة أيضاً عن دمشق قصيدة امتدح فيها الرئيس حافظ الأسد وهي بعنوان "سلاما أيها الأسد" وتقول: سلاما أيها الأسد سلمت و تسلم البلد و تسلم أمة فخرت بأنك فخر من تلد لقب الجواهري "شاعر العرب الأكبر" هو اللقب الذي استحقه بجدارة في وقت مبكر في حياته الشعرية، بالرغم من أن الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره، فقد حصل على هذا اللقب عن جدارة وبالإجماع المطلق، بينما أكد الشاعر العراقي السيد فالح الحجية في كتابه الموجز "في الشعر العربي شعراء معاصرون" أن الجواهري هو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوب المتنبي وقوة قصيدته ومتانة شعره. يُذكر أن الجواهري كان قد توفي في الأول من يناير عام 1997، بينما أقيمت له احتفالية ضخمة في إقليم كردستان بالعراق عام 2000 بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وتم وضع نصبين عملاقين له في مدينتي أربيل والسليمانية نفذهما النحات العراقي المغترب في سويسرا سليم عبد الله.