حول التوعية بمرض التصلب العصبى المتعدد وأعراضه وأهم عوامل الإصابة وكيفية التعايش معه، وأحدث طرق تشخيصه وعلاجه. دارت مناقشات المنتدى العلمى الذى عقد بالقاهرة أخيرا لرعاية مرضى التصلب العصبى المتعدد، الذى يصيب متوسطى العمر من الجنسين خلال المرحلة العمرية بين 18 و 40 سنة، ويسبب الإعاقة الجسدية التامة والتقاعد عن العمل، فى حالة تأخر التشخيص والعلاج. شارك فى الندوة عدد من المصابين بالمرض من مصر والسعودية. بداية أوضح د. عمرو حسن أستاذ المخ والأعصاب بطب قصر العينى أن هذا المرض ليس وراثيا، لكن هناك عوامل جينية تتحكم فى الإصابة به، فإذا كان أحد الأبوين مصابا، تتراوح احتمالات اصابة الأبناء بين 2 و 4%، فى حين ترتفع هذه النسبة إلى 25% فى حالة إصابة الوالدين. وتعتبر مصر من الدول المتوسطة من حيث عوامل الإصابة بفضل التعرض لأشعة الشمس، وتصل أعداد المرضى فى مصر إلى نحو 40 ألف مريض، لا يتلقى العلاج منهم سوى 7 آلاف مريض فقط بسبب عدم التشخيص والعلاج المبكر، ونقص التوعية بأعراضه بين الجماهير. وأوضحت د. دينا زمزم أستاذ المخ والأعصاب بطب عين شمس أن المرض يصيب الجهاز العصبى المركزى الذى يشمل المخ والنخاع الشوكى والأعصاب البصرية، إلا أن مسار المرض يختلف من مريض لآخر. ففى بادئ الأمر، يعانى معظم المصابين أحد أشكال التصلب المتعدد الانتكاسى الثانوى التى تتمثل فى اضطراب الرؤية أو ازدواجها أو ضعف الجهاز الحركى والشلل أو التنميل بأحد الأطراف أو النصف السفلى من الجسم، مع عدم الاتزان فى أثناء السير، وعدم التحكم فى البول أو الإخراج. ومن الممكن أن يكون للمرض تأثير على الكلام والبلع. ويعتبر التدخين وتعاطى المخدرات ونقص فيتامين «د.3» وتناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون من أهم الأسباب المؤدية لتفاقم أعراض المرض. وأوضح د. مجد زكريا أستاذ المخ والأعصاب بطب عين شمس أن أعراض المرض كثيرا ما تكون مثارا للشك فى أمراض أخري، حيث يسبب المرض التهاب جذع المخ أو التهاب العصب البصرى والضعف السريع للإبصار وازدواج الرؤية، والضعف السريع للإبصار، أو التهاب النخاع الشوكى الذى يسبب التنميل بأحد الأطراف السفلية مع اضطراب البول، وعدم الاتزان فى أثناء السير. ويعد التصوير بالرنين المغناطيسى أهم وسيلة تشخيصية، حيث يبين وجود بؤر بيضاء بالمخ أو النخاع الشوكي. ولتأكيد الإصابة يمكن عمل بذل للنخاع الشوكى وإجراء بعض تحاليل الدم لاستبعاد احتمالات الإصابة بالأمراض المشابهة للتصلب العصبي. ومن الأخبار الجيدة لمرضى التصلب العصبي، أن هناك مجموعة من الأدوية الجديدة ينتظر خروجها قريبا من بينها دواء يمكنه إعادة بناء طبقة المايلين المغلفة للخلايا العصبية، مما يبشر بمستقبل أفضل كثيرا لتحسين جودة حياة مرضى التصلب العصبي، ليمارسوا حياتهم بطريقة طبيعية.