أعلن المؤتمر الثانى عشر لاتحاد الأطباء العرب لجمعيات العلوم العصبية أن مرض التصلب المتعدد والمتناثر هو ثانى سبب للإصابة بالعجز الكامل فى المنطقة العربية، وأشار إلى أن عدد المصابين به فى مصر تجاوز 24 ألف مريض، منهم 16 ألف سيدة، بالإضافة إلى أن عدد المرضى السوريين بمرض التصلب يقرب من 800 مريض. وناشد المؤتمر وزارت الصحة فى مصر واليمن والسودان بعلاج المرضى على نفقة الدولة، حيث يحتاج المريض لعلاج يساوى 5 آلاف جنية فى الشهر الواحد، وهو ما أكد عليه د.ساهر شاهين، رئيس الجمعية المصرية لمرضى التصلب المتناثر، وطالب بأهمية دخول المرضى تحت مظلة التأمين الصحى ودعمهم نفسيا لمواجهة المرض، مع ضرورة الاهتمام بمجالات العلوم العصبية والبحوث الصحية والاهتمام بتوفير برامج تدريبية للأطباء لضمان سرعة اكتشافهم للمرض. وقال د.عادل حسنين، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، إن مرض التصلب المتعدد أو التهاب الأعصاب أو التصلب اللويحى، عبارة عن اضطراب فى جهاز المناعة نتيجة ل3 عوامل، وهى استعداد جينى وعوامل بيئية مع التهاب فيروسى يظهر فى سن من 15 إلى 50 عاما، وأخطر فترات الإصابة من 20 إلى 40 عاما، ويصيب الإناث أكثر من الذكور وتبلغ عدد إصابات المرض فى العالم حوالى 2,5 مليون مريض، وفى مصر تشير الإحصائيات إلى وجود 30 حالة لكل 100 ألف، بمعنى وجود 24 ألف مريض فى مصر. وأكد د. حسنين أن المرض يظهر بإصابة فى الجهاز العصبى المركزى والمخ والمخيخ وتظهر الأعراض فى العصب البصرى، فتدمر البصر أو حالة ضعف فى الإبصار أو فقدان كامل للإبصار يصاحبها آلام وعدم اتزان، وتظهر فى عدم القدرة على المشى، أو ضعف أحد الأطراف فى الذراع أو القدم أو تصل للشلل الرباعى، كما تظهر فى فقدان التحكم فى البول أو البراز، وعدم القدرة على الانتصاب بالنسبة للذكور، كما تصيب المراكز النفسية بالاكتئاب، كما تؤدى لفقدان النطق، ويحدث ذلك نتيجة الحالة النفسية المضطربة والرطوبة العالية والحرارة المرتفعة والأكل المشبع بالدهون. وأكد أن لهذا المرض مجموعة من الأنواع الأول هو الحميد، ويمثل 25%، ويأتى بنسبة كبيرة فى السيدات تحت سن 40، وتكون الإصابة فى العين وبين كل نوبة وأخرى 5 سنوات. أما النوع الثانى هو الخبيث ويمثل أقل من 5%، ويمثل هجوما عنيفا ومتكررا، ويصيب الرجال أكثر من السيدات، ويصيب الجهاز الحركى أو النخاع الشوكى، وهناك اختبار يسمى (ass)، وهو عبارة عن درجات من 1 إلى 10، ومن يمثل أكثر من 3 درجات يكون مصابا، بالمرض ويحتاج إلى فحص إكلينيكى شامل. والنوع الثالث كثير الانتكاسات ويمثل من 60 إلى 65 % وهو أكثر الأنواع شيوعا والنوع الرابع المتطور الأولى، وهو عبارة عن مجموعة انتكاسات متعددة ليس منها شفاء، حيث يمثل التشخيص المبكر خطوة كبيرة على طريق شفاء المريض والتشخيص يتم عن طريق رنين مغناطيسى على المخ والنخاع الشوكى، ودراسة الجهد المثار للمخ بأنواعه الثلاثة البصرى والسمعى والحسى وفحص النخاع الشوكى. ويضيف د. حسنين أن الوقاية تمثل درجة كبيرة من العلاج الاستباقى، وينصح بأكل السمك والارنبيط واستخدام زيت عباد الشمس والعنب، أما العلاج فهناك من يعطى للمريض أثناء النوبة، وهناك علاج آخر كجرعات مثل الانترفيروم، ويحصل المريض على العلاج لمدى عامين على الأقل لمنع الهجوم وتقليل نسبة الإصابة إلى 50% وتقلل شدتها إلى 50% أيضا، ولكن العلاج غال جدا، والتكلفة الشهرية حوالى 5 آلاف جنيه فى الشهر، ولذلك يناشد المرضى وزارة الصحة أن يدخل المرض ضمن قائمة العلاج على نفقة الدولة أو ضمن التامين الصحى، فنسبة من يحتاج للعلاج فى مصر لن تتعدى 4 آلاف مريض. أما الدكتور ساهر هاشم، رئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد فيقول: "المرض قديم وتعرفنا عليه بعد دخول الرنين المغناطيسى فى الثمانينيات، فالآن نستطيع التشخيص فى ساعة بينما كان يحتاج فى الماضى إلى عام، وأشار إلى أن الأرقام الفعلية غير معروفة، خاصة أن المرض عبارة عن نوبات إصابة فى أغلب أجزاء الجسم، فمتشابك بين طبيب العيون وطبيب العصب وطبيب الأمراض البولية، وأول من تكلم عن المرض كان د.محمود مصطفى فى رسالة بجامعة عين شمس. وأشار إلى أن المرض يعد ثانى مرض فى العالم يسبب إعاقة الشباب، وذلك بعد حوادث السيارات، وهناك مشكلة فى إحصاء عدد المرضى وتكلفة علاجه، بالإضافة لنقص أطباء الأعصاب.
