خلال هذا الشهر يمر 77 عاما على رحيل الأديبة العربية الأشهر «مى زيادة». وُلدت مى 1886 فى الناصرة بفلسطين وهى بلدة أمها، فهى ابنة وحيدة لأب لبنانى وأم فلسطينية، وانتقلت مع أسرتها للإقامة فى القاهرة، ودرست فى كلية الآداب فأتقنت الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية. وقد كانت «باكورة» إنتاجها فى عام 1911 ديوان شعر باللغة الفرنسية بعنوان «أزاهير حلم». وعلى كثرة محبيها لم تتزوج وإن ظل قلبها مأخوذاً طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا. ويقول المؤرخ إبراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب، إن مى كانت من عشاق الحرية، وكتبت مقالا بإحدى الصحف حملت فيه على الديكتاتور موسولينى ونددت بسياسته الفاشية ، وسار ذكر المقال إلى السفارة الايطالية فأبلغتها إلى حكومتها فى روما ومضت بضع سنوات إلا أن الحكومة الفاشية لم تنس لمى ذلك فوجدت فرصتها فى زيارة مى لروما، وما كادت تطأ قدماها أرض الفاشست حتى أحاطت بها العيون وتابعتها الدراجات وبعض رجال الميليشيا إلى الفندق وانتشرت زيارتها فى سائر الأوساط وتحدثت عنها الصحف وكانت أخبار هذه الرقابة تصل إليها فى همس كهمزات الشياطين، وخشيت الاغتيال فخارت أعصابها ولجأت إلى السفارة المصرية التى نقلتها خلسة للقاهرة، وقضت بعض الوقت فى مستشفى للأمراض النفسية حيث توفيت فى مستشفى المعادى بالقاهرة عن عمر 55 عاماً.