عندما تستيقظ وتخرج من بيتك لتجد تلالا من القمامة مكدسة أمامك وصناديق القمامة مختفية فهذا يدعو للدهشة والغرابة معا... فأين ذهبت تلك الصناديق والى متى ستظل مشكلة القمامة مزمنة لهذا الحد الذى سيطرت فيه العشوائية والكلاب والقطط الضالة على الشوارع بسبب تراكم تلك القمامة ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة والاوبئة التى تسببها... اسئلة كثيرة نبحث عن اجاباتها فى هذا التحقيق. المواطن جمال حسين احد سكان مدينة نصر يقول اعتدت منذ اقامتى هنا أن أحمل كيس القمامة لألقيه فى أقرب صندوق وللأسف فى احد الايام حملت القمامة متجها للصندوق فوجئت بعدم وجوده فى مكانه وتصورت أن تم نقله لمكان آخر ولكن بحثت ولم أجده واضطررت للأسف لإلقاء الكيس فى أقرب تل قمامة قابلته لأنه ليس من المنطقى أن أظل حاملا كيس قمامة لمقر عملي. وفاء الطويل من منطقة زهراء مدينة نصر تقول فى طريقى لمقر عملى هناك صندوق قمامة يتم تجميع قمامة السكان به حيث يأتى متعهد لشركة متعاقدين معها لحمل أكياس القمامة من المنازل ولكن فى هذا اليوم اختفى الصندوق وحل مكانه كومة كبيرة من أكياس القمامة وقطيع من كلاب الشوارع ملتفا حولها فأصابنى الرعب وابتعدت مسرعة وعندما سألت سكان المنطقة عن مكان الصندوق الأخضر الكبير لم أجد اجابة. محمد منير من سكان الحلمية يقول فجأة لم نجد صناديق القمامة التى اعتدنا على وجودها وإلقاء القمامة بها وعندما سألت بعض المارة لم أجد أحدا يعرف أين اختفت تلك الصناديق. شعبان السيد حارس عقار بمنطقة الحلمية يقول تعودت بحكم عملى أن أجمع أكياس القمامة من الشقق السكنية فى الصباح الباكر واحملها لأضعها فى الصندوق الكبير على اول شارعنا ولكننى بعد أن جمعتها وذهبت لمكان الصندوق المعتاد لم أجده ووجدت الناس يتركون أكياس القمامة مكان الصندوق فالقيت ما معى من أكياس وذهبت. توجهنا للمهندس حافظ السعيد مستشار محافظ القاهرة ورئيس هيئة النظافة سابقا لنعرف أين تكمن المشكلة فقال إن تعاقد الشركات الاجنبية مع الهيئة والذى استمر 15 عاما ينتهى هذا العام بل إنه انتهى تماما فى بعض الاحياء ولذلك قامت الهيئة بعمل منظومة جديدة لتحل محل الشركات الاجنبية ولم تنتظر الهيئة القرارات بل أعددنا خطة للتعامل مع الأحياء التى انتهى تعاقدها مع الشركات الاجنبية وعددهم 14 حيا من أصل 26 حيا وتعتمد هذه الخطة على اعادة المتعهدين لجمع أكياس القمامة من المنازل مباشرة لنقلها لمحطات متوسطة (عربات صغيرة) ثم تقوم تلك العربات بوضع القمامة فى سيارات كبيرة متحركة باستخدام (المكابس) وهى تستوعب 28 طنا تقوم بكبسها وضغطها بعد رمى المخلفات بها بدون تلوث أو انبعاث روائح كريهة وبمجرد امتلاء تلك المكابس تأخذ طريقها لمواقع التخلص النهائى بمحافظة القاهرة ووضع عربة بديلة بالمنطقة. ويؤكد المهندس حافظ السعيد أن هذه السيارات تعمل على مدار24 ساعة على ثلاث ورديات لرفع القمامة من الشوارع ويؤكد أنه فى مختلف أنحاء العالم يحترم الناس صندوق القمامة ولكن للأسف هنا يقوم البعض بإلقاء الكيس خارج الصندوق أو لا يحمله من الأساس وهو خارج من بيته أو وجود خلافات حول موضع مكان الصندوق وكذلك مشكلة كبرى واجهت الصناديق وهى النباشين وهم من يقومون بالنبش فى الصناديق للحصول على ما يلزمهم منها وتركها مبعثرة ويقول مع بداية التجربة سنأخذ وقتا حتى يتأقلم الناس على عدم وجود صندوق والا تلقى قمامتها فى الشوارع وإذا لم يلتزم المتعهد بجمع القمامة بانتظام من المنازل سنلغى تعاقده فورا وعلى المواطن ان يبلغ عن أى تقصير على الخط الساخن للهيئة (152) أو الخط الساخن المحافظة (114) وعلى الإعلام القيام بدوره القومى ومساندتنا لتطبيق المنظومة الجديدة ومساعدتنا لإنجاحها. المهندس مصطفى عبدالعزيز رئيس حى شرق مدينة نصر يقول فى هذا الإطار هناك منظومة جديدة معمول بها الآن الغرض منها الحفاظ على صحة المواطن ومحاربة ظاهرة الكلاب الضالة والقطط والعرس المنتشرة فى الشوارع وتقوم تلك المنظومة على الاستغناء عن صناديق القمامة التى تترك لتمتلئ عن آخرها أو يقوم المواطن بإلقاء القمامة خارجها حيث يتم جمع أكياس القمامة من المنازل مباشرة بدلا من نزولها الشوارع عن طريق أفراد مكلفين بذلك معهم عربات صغيرة ثم وضعها فى سيارات مكبس مغلقة تمنع انبعاث اى روائح كريهة وبمجرد ملء المكابس يتم التخلص منها فى المقالب العمومية وبذلك نكون أخذنا القمامة من المنازل مباشرة دون بعثرتها فى الشوارع وتجمع الكلاب حولها فالكلاب تبحث عن طعامها وسط القمامة وهذا ما أدى لانتشارها بهذا الشكل المفزع فى الاونة الاخيرة وعندما لا تجد تلك الكلاب القمامة ستصعد مرة اخرى للجبال وتترك الشوارع. ويؤكد المهندس مصطفى عبد العزيز انه لابد من الاعتراف بأن التجربة ستكون صعبة التنفيذ فى بدايتها حتى يتعود المواطن عليها ويعرف أن المنظومة الجديدة لمصلحته ولصحته والقضاء على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والقضاء على تشوه الشكل العام... أما بالنسبة لمنطقة زهراء مدينة نصر فقد كانوا متعاقدين مع إحدى الشركات ومتمسكين بها رغم أن تلك الشركة كانت تلقى القمامة فى الشوارع بعد جمعها من المنطقة لأنهم لم يكن لديهم عربات لنقل القمامة للمقالب العمومية وعندما انكشف أمرهم واستفحلت المشكلة كان لابد من تدخلنا ونحن فى طريقنا لإلغاء عقد تلك الشركة والتعاقد مع متعهدين قادرين على تحمل المسئولية على أسس سليمة كما أننا اتفقنا مع المحلات التجارية والمطاعم بشراء صناديق كبيرة لوضعها أمام محلاتهم لتجميع مخلفاتهم بها ونحن سنقوم بتفريغ تلك الصناديق فى عرباتنا لحملها لأماكنها الطبيعية والمحافظة على البيئة. أما اللواء هشام عبد الحميد رئيس حى الزاوية فقد بدأ استعداداته لمواجهة المشكلات التى قد تحدث نتيجة حداثة المنظومة والتى بالفعل تواجهها بعض المناطق السكنية التى بدأت فى تطبيق المنظومة، وأشاد بالمنظومةالجديدة والتى من خلالها تم الاستغناء عن التعامل مع الشركات الأجنبية فور انتهاء عقودها والاستعانة بهيئة تجميل القاهرة والتى قامت بدورها بشراء معدات جديدة بقيمة 100 مليون جنيه لكنس الشوارع ورفع القمامة وإمدادهم بعدد أكبر من العمالة وبقيمة عقود أعلى من سابقتها، وأكد أنه من الطبيعى عند تطبيق أى نظام جديد يحدث بعض المشكلات ولذلك لم يلمس الناس مدى إيجابية هذه المنظومة ،ولتفادى المشكلات التى مر بها غيرى شرعت فى العمل مبكرًا رغم أن حى الزاوية سينتهى عقده مع الشركة اجنبية فى يوليو القادم ،حيث قام عبد الحميد بتقسيم حى الزاوية بحيث يكون فى كل مربع وحدة رصد من المحافظة ومراقب من الحى لمقاول الحى السكنى ،وسيتم مراقبة عمل هيئة تجميل النظافة عبر المراقب الذى سيرصد أماكن تجميع القمامة ويرسلها عبر برنامج الواتس آب المحمل على جهاز محمول والموصل بشاشة عرض كبيرة فى غرفة عمليات الحى ومن خلال الواتس ايضًا يتم استقبال شكاوى المواطنين أول بأول بحيث يقوم فريق المتابعة الميدانية بالتواصل مع الشركة وتوجيهها إلى أماكن تجمع القمامة ومحاسبتها على التقصير.