مفاجأة كشف عنها باتريك فلندورا مدير عام شركات فيوليا الفرنسية التي تتولي أعمال النظافة بالإسكندرية. فقد قال أمام المركز الفرنسي بالإسكندرية إن عدد صناديق القمامة التي سرقت من شوارع المحافظة خلال السنوات الخمس الأخيرة وصل إلي 165 ألف صندوق تكلف الشركة نحو عشرة ملايين جنيه سنويا.. وقال ان الشركة تسعي إلي استيراد صناديق قمامة من نوع جدد بدون عجل حتي يكون من الصعب سرقتها.. والمسئول الفرنسي متفائل جدا بأنه سيكون من الصعب سرقة الصناديق الجديدة والتحرك بها في الشارع، فهو لا يعلم أن لصوص هذا النوع من الصناديق يسرقون أيضا أغطية "بالوعات" الصرف الصحي، ولن يعجزوا في ايجاد وسيلة لسرقة الصناديق الجديدة المستوردة والتي سيكون لها بالطبع قيمة أكبر عندهم بعد أن رفضت الشركة الفرنسية شراء الصناديق من مصر لرداءة المنتج المصري من الصناديق وارتفاع ثمنها عن المستورد. وما قاله المسئول الفرنسي مسيء لنا جميعا، ويكشف جانبا لا أخلاقيا في سلوكياتنا وتعاملاتنا وغيرتنا علي بلادنا ونظافتها، فلا يمكن للدولة أن توفر أي وسيلة لحماية هذه الصناديق إذا لم يقم كل مواطن بواجبه تجاه منع سرقتها والتصدي لكل لص يقترب منها.. ولا يجب بعد ذلك إلا أن نلوم أنفسنا إذا ما تراكمت القاذورات وأكوام المخلفات في كل مكان وتصاعدت منها الروائح الكريهة وأصبحت تشكل ضررا بالغا علي البيئة والصحة العامة، فنحن الذين نفعل ذلك بأنفسنا ونحن الذين نستعذب كل هذا البلاء الذي يحيطنا من كل جانب. ولا يقف الأمر عند سرقة صناديق القمامة، بل أن سلوكياتنا في التخلص من القمامة تمثل عاملا آخر في تفاقم المشكلة، فنحن لا نجيد تعبئة القمامة في أكياس خاصة وغلقها جيدا، وأحيانا نلقي بالقمامة دون وضعها في شيء، وهو ما يسبب التعفن وانتشار الحشرات والكلاب والقطط الضالة، وكتل القمامة التي لا يستطيع أحد رفعها أو التخلص منها. ويبدو في هذا أننا سنعود مرة أخري إلي الوراء كما فعل محافظ الإسكندرية عندما أعاد العمل بتجربة الزبالين الذين يجمعون الزبالة من المنازل مقابل اشتراكات شهرية.. فقد ثبت أن هذه الوسيلة أجدي وأنفع.. وعاشت امبراطورية الزبالين حرة مستقلة..!!. [email protected]