أنا أعترض إذاً أنا موجود.. مقولة خط أصلها الفيلسوف العظيم ديكارت.. ولكن بعد ثورتين تغير فحواها واستبدل هؤلاء, « التفكير» ب «الاعتراض» ............ المعترض الآن هدف لوسائل الإعلام الخاصة والمحطات الخارجية الموجهة ضدنا.. المعترض الآن يتحول فجأة إلى خبير فى كل مناحى الحياة، وبدون مقدمات يصبح خبيريا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. وخبيرا تربويا ولا يخجل أن يدلوا بدلوه فى معادلات انشطار نواة الذرة من أجل تقييم محطة الضبعة النووية.. وهنا أتذكر من لم يدرسوا علوم الدين ولم يحصلوا على أية شهادات تؤهلهم حتى لإمامة بعض المصلين فى زاوية ببطن الجبل، وأصبحوا أمراء للجماعات «إياها»، يأتمر الحى كله بأوامرهم وإلا فالتأديب جاهز. انشر اعتراضك على وسائل الخراب الاجتماعى، كون جروبات تنتهج نفس نهجك، روج لكل ما هو سلبى من أجل إشاعة الإحباط بين العامة، ساهم فى اكتئاب الطبقة المتوسطة حتى تهدم هذا المجتمع.. انظر إلى مصلحتك الخاصة ولتذهب المصلحة العامة إلى الجحيم.. لكن ايها المعترض قبل أن تتصدى للاعتراض على موضوع ما.. حرك ما تستخدم من محركات بحثك على الانترنت، اجهد نفسك اقرأ عما تود الاعتراض عليه قبل أن تصبح أضحوكة. عش فى سلام مع نفسك أولاً ... الإنسان الطبيعى لا يرى كل الأشياء جميلة، ولا يرى كل الأشياء قبيحة.. الطبيعى يرى كل شىء على طبيعته.. فالجميل جميل، والقبيح كذلك.. اعترض يا أخى كما تريد، قم بدور المعارضة المستنيرة ولكن لا تنقل لنا ما تعانيه، فنحن نجهد أنفسنا بالقراءة حول ما يحدث حتى نفهم، ولم يعد لدينا وقت نضيعه فى الالتفات إلى صراخك الأجوف.. كلنا نعانى ولكن « صبرا جميلا». لمزيد من مقالات عطية أبو زيد