الشاعر الكبير حسين السيد امتلأ قلبه بحب ثورة 23 يوليو 1952 لكونها غيرت وجه الحياة فى مصر من النظام الملكى الى النظام الجمهورى وأحب قائدها الملهم جمال عبد الناصر ويرى أن يوم 23 يوليو موعد إعلان الثورة أسعد يوم فى حياته، لذا كان يركز عليه فى معظم أغانيه وأناشيده فلا يوجد نشيد أو أغنية له دون ان يذكر هذا اليوم وذلك بقصد ان يبقى هذا التاريخ محفورا فى عقول وقلوب الاجيال القادمة ومن هذه الاغنيات نذكر على سبيل المثال اغنية «دقت ساعة العمل الثورى بكفاح الاحرار تعلن زحف الوطن العربى لطريقه الجبار»، الى ان نصل الى البيت الذى يكرره حسين السيد دائما فى أغانيه والذى يقول «هى إرادة شعب اتحرر يوم 23 طلع الفجر عليه كان عارف هو طريقه منين»، وعندما قرأ الموسيقار عبد الوهاب هذه الكلمات قرر ان يلحنها ويغنيها بنفسه ليؤكد ان حبه ثورة 23 يوليو وقائدها البطل جمال عبد الناصر لا يقل عن حب شاعره المفضل حسين السيد، وربما يزيد هذا فى الوقت الذى كان نجوم الغناء فى مصر والوطن العربى يحلم كل منهم بأن يهديه عبد الوهاب لحنا من ألحانه يتغنى به فى حب الثورة المجيدة. وفى نشيد «صوت الجماهير» الذى ابدعه ايضاً حسين السيد «صوت الجماهير هو اللى بيصحى الاجيال.. هو اللى بيتكلم.. والبطل ورا كل نضال»، لتبدأ شادية «بطل العروبة رسم حروفها.. خطوط عريضة.. فوق الطريق.. اهلا ومرحبا.. بكل عربى.. يمد ايده.. لأخوه الشقيق.. أهلاً بالأبطال صناع الاجيال.. سيروا بعون الله.. واسعوا بأمر الله.. غير الله.. مافى قوة حاتوقف من تيار صوت الجماهير» ولم يخل هذا النشيد من فكرة حسين السيد عن يوم 23 يوليو فخصص الكوبليه الذى غنته الفنانة الكبيرة نجاة لذلك، ويصر عبد الوهاب على ان يبادر بأحد ألحانه لعندليب الغناء فى مصر عبد الحليم حافظ عن الثورة الذى قال عنه النقاد إنه مؤرخ منجزات الثورة بهذه الاغنية، حيث وضع لها لحنا جديدا يعبر عن وقفة الجيش مع الشعب يوم 23 يوليو وكتبها الشاعر أنور عبد الله ورددتها الجماهير وأصبحت احد اشهر الاناشيد فى هذا الوقت التى تقول الله يابلادنا الله. على جيشك والشعب معاه». ونختتم وقفة عبد الوهاب مع الثورة برائعته الغنائية قصيدة «على باب مصر» التى كتبها الشاعر الملهم كامل الشناوى وغنتها سيدة الغناء العربى ام كلثوم (على باب مصر.. فدقه الأكف.. ويعلو الضجيج.. جبال تدور.. ورياح تثور.. بحاراً تهيج) ويتساءل الشناوى عن ثورة 23 يوليو فيقول: أمعجزة بلا انبياء.. أدورة أرضً بغير فضاء.. انا الشعب لا اعرف المستحيلا. ولا أرتضى للخلود بديلا.. بلادى بلادى مرفوعة كسماء.. الى ان نصل الى الكوبليه الذى يؤكد فيه الشناوى وعبد الوهاب وأم كلثوم حبهم ثورة 23 يوليو وزعيمها البطل جمال عبد الناصر فى ختام هذه القصيدة (انا الشعب شعب العلا والنضال. احب السلام أخوض القتال، ومنى الحقيقة ومنى الخيال وعندى الجمال وعندى جمال). لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى;