لماذا تصر اسرائيل علي مواصلة استفزازها لايران بتكرار تهديدها بحرب وشيكة,وهي تعلم مدي خطورة ذلك؟ تعلم أنها قد تصبح هي نفسها ضحية لمثل هذه الحرب الكارثية..تعلم أن مشروع ايران النووي ليس قضيتها وحدها بل قضية تهم العالم,وتمثل خطرا علي المنطقة بأكملها..وترفض واشنطن والقوي الغربية الأخري التورط الاسرائيلي أو التورط الأمريكي في تلك الحرب طالما ظلت فرصة الدبلوماسية متاحة..ومازالت واشنطن تتشكك فيما تزعمه اسرائيل من أن ايران أوشكت علي انتاج سلاح نووي,أو أنها اقتربت حتي من تخصيب اليورانيوم لدرجة تصنيع السلاح,أو أنها اتخذت قرارا استراتيجيا بذلك. غالبية الشعب الاسرائيلي يضيق بفكرة الحرب ويخشي تفجر صراع غير مسبوق وهو غير مستعد نفسيا لدفع تكلفته..فقد يجد نفسه عرضة لهجمات صاروخية تتساقط عليه كالمطر, وعرضة لمقتل واصابة الاف من أبنائه,ووقوع طياريهم وجنودهم في الأسر.. ذلك علاوة علي خسائر بمليارات الدولارات.. وتعلم اسرائيل أنها لن تواجه ايران وحدها,وانما مليشيات حزب الله والعناصر الفلسطينية المسلحة,وربما دولا اسلامية أخري..وسوف تكسب طهران تعاطفا قويا في الداخل والخارج,وسيتلاشي الاجماع الدولي حول العقوبات المفروضة عليها,وسيتحول الغضب العام من بشار الي نيتانياهو. ان ماتخطط له اسرائيل ليس واضحا حتي الآن..لماذا تتجاهل رغبة امريكا في مواصلة الحوار؟هل يعتقد نيتانياهو أنه لو بدأ الهجوم,سوف يضطر الرئيس اوباما الي مساندته والتورط معه نظرا لاحتياجاته السياسية في حملته الانتخابية؟ أم لأنه يكره فكرة الحوار مع طهران ولا يقتنع بأن الدبلوماسية والعقوبات سترغمها علي الرضوخ, وهو لايريد الانتظار الي أن تمتلك القدرة التكنولوجية علي انتاج سلاح نووي؟ في أغلب الظن قد يكون مجرد التهديد بضربة عسكرية, من وجهة نظر نيتانياهو,وسيلة لردع طهران,ودفع روسيا والصين للضغط عليها,الي أن تؤثر العقوبات علي برنامجها النووي وعلي مستوي معيشة الايرانيين..تؤكد ذلك تصريحات أمريكية أخيرة بأن اسرائيل لم تتخذ قرارا حتي الآن بشأن الحرب. ولابد أن ايران تدرك ذلك وتعتبر تهديدات اسرائيل دليلا علي الخوف والضعف..اذن التهديد في لغة اسرائيل قد يكون أحيانا بديلا للحرب وليس تمهيدا حقيقيا للحرب. المزيد من أعمدة سلوي حبيب