دور الأخ الحكيم الذي يحاول ترويض الأخ المتهور,هو ذلك الدور الذي لعبه الرئيس اوباما مع نيتانياهو رئيس وزراء اسرائيل في المؤتمر السنوي لليهود الأمريكيين( ايباك) بحضور14 ألفا. كذلك في قمتهما بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي..فهل نجح؟ذهب نيتانياهو ليضغط علي اوباما لكي يتخذ موقفا أكثر تشددا من القضية النووية الايرانية,مستغلا في ذلك حساسية الظرف والحرج الذي سيسببه له أمام الناخبين اليهود في عامه الانتخابي..ذهب ليعلن تمرده علي الحليفة الكبري:ان اسرائيل ستقرر بنفسها كيفية مواجهة التهديد الايراني..فهو أخطر من أن ننتظر وقوعه..يهدد الوجود الاسرائيلي نفسه,ويجب توجيه ضربات استباقية..نتمسك باستقلالية بلادنا في اتخاذ قرار الحرب وتدمير برنامج ايران النووي بهجوم عسكري خلال الأشهر المقبلة.. فكيف واجه اوباما ذلك التحدي؟ بدا وكأنه يمشي علي حبل.. لايلين ولايتشدد.. لايضعف أمام الحليف المدلل ولايغضبه.. لاينجرف وراء جموح نيتانياهو ولايحرجه.. لايقدم رشوة لليهود من أجل الفوز بأصواتهم ولايخسرهم..وجاء خطابه برسالة موجهة لعدة أطراف: اسرائيل وايران, الناخبين اليهود والكونجرس,منافسيه علي الرئاسة والمجتمع الدولي..وجاءت حججه واضحة وواثقة:فبرغم التزام أمريكا بأمن اسرائيل الا أنها لاتريد التورط في حرب أخري,ولاتريد رسم خطوط حمراء تجبرها علي الاندفاع وراء اسرائيل..ان قرار الحرب خطير جدا ونتائجه خطيرة:ارتفاع أسعار البترول,رد ايراني انتقامي,ضربات ارهابية,حرب أوسع بالشرق الأوسط,سباق جديد للتسلح النووي في منطقة ملتهبة,وقوع أسلحة نووية في أيد ارهابية..مع ذلك تتعهد واشنطن بمهاجمة ايران اذا ماكان ذلك هو الخيار الوحيد لمنعها من اقتناء القنبلة النووية.. صحيح أن ايران لديها القدرة علي انتاجها لكنها لم تقرر ذلك بعد..والعبرة ليست في القدرات ولكن في التسلح الفعلي.. ان الكلام غير المنضبط في الحرب يأتي دائما لصالح ايران ويجب اعطاء فرصة للعقوبات. ويزعم اوباما أن أمريكا وإسرائيل متفقتان برغم الخلاف علي أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لحل أزمة التسلح النووي الايراني المحتمل, وهو مايرفض نيتانياهو أن يؤيده علنا.. صحيح أنه لم يقتنع بأن العقوبات والدبلوماسية كافيتان لتحجيم ايران,لكن لقاءهما انتهي دون أن يجدد اصراره علي الضربة العسكرية المنفردة حتي ولو كان مستعدا لذلك..بينما أبدت ايران استعدادها للتفتيش والحوار..فهل وصلت رسالة أوباما؟