مصر هبة النيل.. فعلي جنباته نشأت حضارات وتنامت ثروات واتسعت رقعه الخضرة لتنشر الخير والبركة في كل ربوع مصر.. ولكن النيل حزين بعد أن تلوثت مياهه وأهدرت هنا وهناك فيما اصيبت قنواته الفرعية بالجفاف بما يهدد كثيرا من الزراعات بالموت وأريقت علي هذه القنوات الكثير من الدماء بسبب أولوية الري في ظل غياب منظومة علمية سليمة لتوفير المياه بشكل كاف لتوفير احتياجات الري. وقد كان اختيار احد خبراء الري رئيسا لوزراء مصر في سابقة هي الاولي من نوعها بارقة امل لدي الكثيرين بتحسين منظومة الري وتنفيذ المشروعات ذات الاولوية لتعميق المجاري الملاحية وتطهيرها خاصة أن مشاكل الري في مصر لاترجع فقط للنقص في كميات المياه ولكنها ترجع ايضا لاهدار موارد النهر وتلويثها وعدم وجود استراتيجية شاملة لتحقيق الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية.. الأهرام يقدم بعض النماذج لمشاكل الري في عدد من المحافظات المصرية. مطروح حصار الأمطار هو الحل مطروح عاطف المجعاوي بالرغم من أن مشكلة المياه في مطروح مزدوجة تتعلق بمياه الشرب ومياه الري علي حد سواء الا ان المحافظة تسابق الزمن من اجل تنفيذ مشروعات لتخزين مياه الامطار للشرب والزراعة يجري حاليا البدء في تنفيذ مشروعات لحصار مياه الامطار بالمحافظة لاستخدامها في الشرب والزراعة منها مشروع انشاء60 خزانا لتجميع مياه الامطار في المنطقة من الضبعة وحتي السلوم بتمويل من وزارة الري بتكلفة12 مليون جنيه, بالاضافة الي مشروع حفر600 بئر لتخزين مياه الامطار بتمويل من جهاز تعمير الساحل الشمالي التابع لوزارة الاسكان والمرافق قدره5.5 مليون جنيه بمناطق غرب مطروح الاكثر احتياجا لتلك الابار. وصرح السيد طه محمد السيد محافظ مطروح بأن المحافظة اسهمت ايضا في مشروعات حصاد مياه الامطار من خلال ادارة تنمية القري بالمحافظة, حيث تم تخصيص مبلغ3 ملايين جنيه لحفر ابار و خزانات دائرية بمناطق مرسي مطروح والنجيلة وسيدي براني والسلوم واضاف السيد حسين الصاوي مدير ادارة تنمية القري بمطروح انه تم من خلال مركز التنمية المستدامة بالمحافظة البدء في انشاء100 بئر بتكلفة مليون جنيه في المناطق الواقعة في عمق الصحراء لتخزين مياه الامطار لشرب الانسان والحيوان. الوادي الجديد أعطال الآبار.. تبحث عن حلول الوادي الجديد خالد قريش يتعرض المزارع بالوادي الجديد لمعاناة شديدة من اجل ري مساحة من اراضيه الزراعية لكي يعيش منها هو وابناء اسرته معدومي الدخل نتيجة للاعطال المتكررة في طلمبات اعماق الابار الجوفية وعدم وجود مياه لتنمية ثروته الحيوانية ويحدث ذلك مع المزارعين الذين ليست لديهم المقدرة في ايجار سيارة لنقل مياه لحيواناتهم من اماكن مجاورة وتستمر هذه الاعطال بين60 و70 يوما مما يؤدي الي القضاء علي المحاصيل. طالب ممدوح خليفة رئيس لجنة حقوق المزارعين بالوادي الجديد بتعديل القوانين الظالمة لتدفق المياه الجوفية بالوادي الجديد لانها قديمة وظالمة للمزارع خاصة النقص الشديد الذي حدث في كميات المياه الخارجة من الخزان الجوفي حاليا. وحدد المهندس عبدالجواد المقدم رئيس قطاع الري والموارد المائية بالداخلة مشاكل الري التي تنحصر في خمس نقاط تبدأ بالاعطال الميكانيكية للابار ثم عدم توافر السولار ثم الحفر السطحية التي تعدت5200 حفرة وعين سطحية بزمامات الخارجة والداخلة ثم تراخيص الابار وطلب زيادة لمياه الري بالخارجة مؤكدا انها مشاكل سهلة الحلول وتتطلب تشكيل روابط لكل بئر مياه وكل رابطة تختار مجلس ادارة يكون مسئولا عن متابعتها. واشار المهندس احمد مبارك رئيس قطاع الميكانيكا والكهرباء بالوادي الجديد الي أن تراكم الاعطال والمشاكل المتعلقة بالابار الجوفية جاءت بعد فترة اعتصامات نفذها العاملون مما اثر بالسلب علي انتظام العمل بكفاءة. وقال إن حل مشكلة السولار والاعتمادات المالية التي تم توفيرها لقطع الغيار ستسهم بشكل كبير في انهاء المشكلة. دمياط تلف المحاصيل لقلة مياه الري دمياط - حسن سعد تعتبر مشكلة نقص الري من أهم المشاكل التي تواجه فلاحي محافظة دمياط خاصة مزارعي مركز كفر سعد والذي يوجد به أكبر رقعة زراعية بالمحافظة فقد أدي عدم انتظام مياه الري إلي تبوير عدد من المساحات الزراعية كما أن عدم انتظامها أصاب الكثير من المحاصيل الزراعية المنزرعة بالتلف. يقول رضوان عكاشة فلاح: إنني أعاني من عدم انتظام مياه الري بترعة البنك المتفرعة من رأس الخليج, حيث يتم غلقها دون علم الفلاحين كما يتم تغيير مواعيد أيام الري دون ترتيب معنا أو علمنا وهو ما أدي إلي تلف الكثير من المحاصيل الزراعية المنزرعة مثل الأرز والذرة والخضار, وأبلغ دليل علي ذلك أنني شخصيا لدي خمسة أفدنة لم أزرعها هذا الموسم أرز بسبب عدم انتظام مياه الري وتركتها بدون زراعة بور حتي يأتي فصل الشتاء وأزرعها محصول البنجر لأن المياه في الشتاء تكون أكثر انتظاما. ويطالب فتحي الزهداني الرئيس السابق للمجلس الشعبي المحلي لمركز كفر سعد بضرورة إيجاد حلول عاجلة من المسئولين لحل مشاكل الفلاحين مع الري والتي تتلخص في ضرورة عمل عدايات علي فتحات تكون محكمة تفاديا لغرق الأراضي عند غلق الهويس بقرية جمصة وزيادة منسوب مياه الري لتحسين التربة في قطاع الأخوار بعد عمل هويس جمصة بالاضافة الي ضرورة تطهير مغزي أبو العز من النيل الي ترعة الساحل لمعالجة نقص مياه الري بالترعة مع ضرورة تغذية نهاية ترعة بسنديلة بمياه نظيفة حيث ان المياه الموجودة ملوثة وهو مايؤثر علي جودة وانتاج الأراضي الزراعية وأيضا ضرورة تطهير ترعة الساحل من أمام قرية السوالم حتي قرية كفر سليمان لتسهيل وصول مياه الري للنهايات ومنع التعديات علي أملاك الري التي تعوق سير المياه بالترعة وضرورة عمل المناوبات وإعلانها قبل ميعاد الزراعات الصيفية بوقت كاف وبطريقة عادلة حيث إن المناوبات تكون لصالح بعض المناطق دون الأخري خاصة النهايات مما يتسبب في ضعف الزراعة وقلة المحصول. البحيرة معاناة بسبب شراهة الأرز البحيرة تامر عبدالرؤوف أكد أهالي البحيرة معاناتهم من نقص مياه الري وعدم وصولها الي نهايات معظم الترع وجفاف ترعتي الخندق ومعنية واللتين تعدان المصدر الوحيد لري أكثر من11 ألف فدان تمثل زمام القري منزرعة بمحاصيل الذرة والقطن والخضراوات والموالح مؤكدين تعرض زراعات بعض الحقول للشلل والجفاف بسبب تأخر الري خاصة في ظل ارتفاع حرارة الجو, كما أشاروا الي عدم وجود آبار ارتوازية للمياه الجوفية يمكن استخدامها كبديل عن مياه الترعتين. وألقي عدد من مسئولي الري باللائمة علي زراعات الارز المخالفة في البحيرة والتي تحرم نهايات الترع من المياه بسبب الاستهلاك الزائد للمياه في ري الارز. ووعد مسئولو الري بفتح مناوبة الترعتين واستمرارها علي مدار الاسبوع لحين التأكد من وصول المياه الي نهايات الترع وري جميع الحقول. أسيوط ري القوصية في أيدي البلطجية اسيوط حمادة سعيد بلطجة أصحاب المزاقي شكل جديد من اشكال السيطرة علي مصير الفلاحين والتحكم في شرايين الحياة التي تمر أراضيهم بالمياه في القوصية بأسيوط؟ فكما يقول وليد سليمان مزارع أصبحنا الآن في القوصية في وضع يشبه الاحتلال لقد عدنا لعهد الاستعمار وان كان بصورة مختلفة فما الفرق بين استغلال الانجليز واستغلال اصحاب المزاقي بل هم أشد عنفا وشراسة من الانجليز ومن يعترض تصبح أرضه عرضة للتبوير أو التلف ويضيف لكننا استبشرنا خيرا بانتخاب الدكتور مرسي رئيسا للجمهورية لأن هذا لم يكن واردا حتي في وجود حل لهذه المشكلة بعد تعيين د. قنديل رئيسا للحكومة أملا في مساعدتنا بحل هذه المشكلة. وشاركه الرأي حنا جرجس قائلا: لقد قام أصحاب ماكينات الري بردم بعض ونهايات الترع من أجل قتل كل أمل بالنسبة للمزارعين في حل هذه المشكلة. وتقول المهندسة دعاء ضاحي بالقوصية لابد ان ننتبه الي حقيقة ان المشكلة أصبحت تنبع من الفلاحين أنفسهم حيث هجرة الشباب لأراضيهم فلم يعد لديهم الانتماء لها كما كان قديما ولم تعد الأرض عرضا كما كان يردد الأجداد ومن هنا لم تجد الأرض من يدافع عنها ويحميها وتري ان الحل في عدة أمور منها عمل تعريفة للمياه من خلال لجنة من الري والزراعة والمجلس المحلي وتكون هذه التسعيرة قابلة للتعديل تبعا لارتفاع أسعار ماكينات الري وقطع الغيار والسولار وتكون من قبل الوزارة إلزامية. كذلك لابد من تفعيل رابطة مستخدمي المياه ويكون لكل حوض رابطة ورئيس منتخب من قبل الفلاحين أنفسهم, وله مواصفات معينة وفي حالة وجود أي مشكلة يلجأون إليه. ويري شريف محمد مدير فرع جمعية رجال الأعمال بالقوصية ان هناك حلولا كثيرة لهذا الأمر الموجود في القوصية تحديدا دون أي مكان في مصر وذلك من خلال حصر كل مزاقي كاملة وتم وضع آلة ري علي رأسها وتكون علي الاراضي التابعة للري بعد تطوير المسقي وعمل فتحة بمحبس أمام كل قطعة أرض, وتتم هذه العملية بالتنسيق مع الزراعة والمنتفعين في الجمعية الزراعية ويجتمعون كل فترة ويتم اختيار مجلس ادارة يكون مسئولا عنها, ويتم تقسيم التكلفة علي المزارعين, ويضيف يتم تثبيت موتور كهرباء علي كل ماكينة يختلف حجمه باختلاف المساحة المنزرعة, وقد تم تطبيق هذا النظام فعليا في أكثر من مكان في أسيوط وأتي بثماره ولكن هذا لن يتم الا من خلال اجهزة الدولة ويصدر قرار به من محافظ أسيوط ويتم تعميمه علي كل أماكن الري الموجودة في المدينة لنعالج مشكلة باتت تهدد شريحة كبيرة من المواطنين تحت خط الفقر.