فى الدور الأرضى بإحدى المناطق العشوائية تعيش أسرة عم هشام، وهو رجل بسيط فى الخمسين من عمره، كان يعمل نقاشا رغم إصابته فى عينه اليسرى، وزوجته ربة منزل، ولديه ست بنات أكبرهن فى العشرين من عمرها وأصغرهن فى سن الخامسة وقد حرصا على تعليمهن، ولم يعبأ الأب بما ينتابه من متاعب وآلام، وضيق التنفس الذى كان يعانيه أحيانا، وذات يوم زادت متاعبه فزار طبيبا لأمراض القلب فأجرى له أشعة تليفزيونية، وأكد حاجته إلى عملية قلب مفتوح، ولزم عم هشام الفراش لأنه يتعب من أقل مجهود، وتوقف عن العمل، ولم يعد لديه دخل فتراكم عليه الإيجار وطرده مالك الشقة لعدم قدرته على دفعه، ولجأ إلى سكن فى الدور الأرضى بمنطقة عشوائية، وخرجت زوجته للعمل فى مساعدة ربات البيوت، ومرت الأيام وحصلت الابنة الكبرى على مؤهل متوسط، والتحقت الوسطى بالتعليم الجامعى، وقبل أن تلتقط الأم أنفاسها بعض الشىء انزلقت قدماها فوقعت على الأرض، وقد أصيبت بانزلاق غضروفى، واجريت لها جراحة بمساعدة أهل الخير، ثم اصيبت إحدى البنات بحمى روماتيزمية على القلب ولم تعد تقوى على بلع الطعام، ثم اصيبت أيضا بأورام فى الغدد الليمفاوية، وتعيش الأسرة حياة قاتمة فى مكان غير صحى وغير آدمى فوق مياه الصرف الصحى التى تغطى أرضية سكنهم.. فهل من منقذ؟. صفاء عبدالعزيز