الأب الحزين طارق رجب طالب فى كلية الهندسة جامعة بنها أصيب بمرض لوكيميا الدم وتم إيداعه فى مستشفى عين شمس ودفعت الجامعة شيكا تحت الحساب للمستشفى للمساهمة فى علاجه على نفقتها، ثم ازدادت حالته سوءا وتدهورت صحته حتى فقد مناعته تماما، واستمرت اقامته فى المستشفى أياما استنفدت فيها قيمة هذا الشيك وتضاعفت فاتورة العلاج، ولم يكن فى استطاعة والده سداد قيمتها بالكامل، فتقدم بطلب إلى الجامعة لدفعها ولكنها لم تدفع وبناء عليه طلب نقل ابنه إلى مستشفى الدمرداش، وتمت الموافقة على نقله بعد اجبار والده على توقيع شيك بمبلغ 28 ألفا وخمسمائة وأربعة وستين جنيها بالإضافة إلى كمبيالة بالقيمة نفسها أى ضعف الفاتورة المطلوبة. ولم تمض سوى أيام قليلة حتى لفظ ابنه أنفاسه الأخيرة على سرير المرض بعد صراع مرير مع الألم وترك أبويه فى حزن شديد وحسرة على فراقه، وللأسف فإن والده مهدد بالحبس لأنه لا يملك مبلغ الشيك وكل ما يتمناه الأب المكلوم تسديد الفاتورة ويكفيه ما عاناه من «موت وخراب ديار». إيناس الجندى حكاية مصرية مصرية سيدة بسيطة، توفى زوجها وهو فى ريعان شبابه، تاركا لها ثلاثة أطفال فى عمر الزهور، ولم يكن يعمل فى وظيفة ثابتة، فدارت بها الدنيا ودقت أبواب العمل أملا فى الوصول إلى مصدر رزق تحصل منه على أى دخل تشترى به لوازم المعيشة والطعام الضرورى للحياة، وعملت فى مساعدة ربات البيوت اللاتى يلجأن اليها لترتيب منازلهن. ومرت سنوات طويلة ومصرية تستغل كل فرصة تأتيها من أجل أولادها، والتحقت الابنة الكبرى بالجامعة وتلاها شقيقها وزاد العبء عليها وهى لا تبالي، حتى جاء يوم أحست فيه بتعب شديد فى القولون فطرقت ابواب المستشفيات، وكانت الصدمة أنها أصيبت بالسرطان ولا بديل عن استئصال جزء من القولون.. وخضعت بالفعل للجراحة، وراحت تتلقى العلاج وهى صابرة، لكنها لم تقو على العمل، وما هى إلا فترة بسيطة حتى أصيب ابنها الأصغر بالذئبة الحمراء التى تصيب الجسم بالتسمم وتؤثر على اجزائه، خاصة الكلي.. وخارت قوى مصرية وزادت متاعبها بانزلاق غضروفى لتكتمل مأساة سيدة مازالت واثقة فى أن أبواب الخير لن تنغلق ابدا، فمع العسر يسر، ويبقى الأمل فى أن يفرج الله كربها ويكتب لها الشفاء هى وابنها حتى تواصل مسيرتها إلى النهاية. صفاء عبد العزيز