مليون وثمانمائة ألف إسرائيلى منهم 842 ألف طفل يعيشون تحت خط الفقر هذا ما كشف عنه التقرير السنوى الذى تنشره مؤسسة التأمين الوطنى الإسرائيلية، وتواصل مدينة القدسالمحتلة تصدر قائمة المناطق الأكثر فقرا حيث يعيش 55% من أطفالها تحت خط الفقر تتبعها منطقتا شمال إسرائيل وجنوبها، ووفقا لتصنيف منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فإن وضع إسرائيل فيما يتعلق بالفقر يبعث على القلق. ومعايير الفقر فى إسرائيل تنطبق على كل من يصل دخله الشهرى إلى 3260 شيكل (920 دولار) أو أقل من ذلك ، وتشكل عائلات المتشددين دينيا 15% من نسبة العائلات الفقيرة، وأشار التقرير إلى أن 58% من البدو فى إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر وهو ما دفع عضوة الكنيست عن المعسكر الصهيونى إلى توجيه الانتقادات للحكومة التى ارتفع عدد الفقراء فى ظل حكمها إلى نحو مليونى شخص . وفى العام الماضى كشف التقرير السنوى لجمعية المساعدات الانسانية الإسرائيلية «لتت» أن ثلث الإسرائيليين فقراء وأن 35% من الأطفال هناك يحيون فى مستوى معيشى متدن وهى مشكلة وأزمة حقيقية تواجه حكومة نيتانياهو ، فنحو 1.240 مليون طفل لا يحصلون على احتياجاتهم الأساسية خاصة من الغذاء والخدمات الصحية، وكشف التقرير أيضا أن واحدا من كل عشرة فقراء فى إسرائيل اضطر للنوم فى الشارع أو فى مبنى مهجور كما اضطر 72% من الفقراء للتنازل عن شراء الأدوية، فضلا عن أن 50% من الأسر التى تعرف الآن بأنها فقيرة كانت فى الماضى ضمن الطبقة المتوسطة، وفى كل ليلة من ليالى الشتاء الباردة يواجه الآلاف من مشردى الشوارع فى إسرائيل خطر الموت تجمدا، فهناك نحو ثلاثة آلاف مشرد ليس لهم مأوى أو مكان يبيتون فيه سوى أرصفة الشوارع أو مقاعد الحدائق العامة. وفى كل عام يتوفى عدد من هؤلاء متأثرين بالبرد القارس. وعدد هؤلاء المشردين أو سكان الشوارع كما تطلق عليهم وزارة الرفاه الإسرائيلية فى ازدياد مستمر وهناك نحو300 مشرد يعيشون فى شوارع تل أبيب، وخصصت الوزارة وحدة خاصة لرعايتهم إلا أن هذه الوحدة أصبحت تشكو فى الآونة الأخيرة من نقص الميزانية المخصصة لها إضافة إلى التناقص المستمر فى عدد الإخصائيين الاجتماعيين المنوط بهم انقاذ المشردين، ويقوم أفراد هذه الوحدة بالتجول ليلا فى الشوارع لمحاولة إقناع سكان الأرصفة بالذهاب إلى أماكن الإيواء الحكومية، إلا أن معظم المشردين مدمنو كحوليات ولايشعر المشرد بأنه سيموت متجمدا لأن الكحول يعطيه إحساسا بالدفء. وكانت دراسة لمعهد القدس لدراسات إسرائيل قد كشفت أن 82% من سكان القدسالشرقية يعيشون تحت خط الفقر. ويقطن القدسالشرقية وفق الإحصاءات الإسرائيلية نحو 300 ألف فلسطيني، وتعد هذه الفئة السكانية فى إسرائيل الأكثر فقرا. والذى يثير القلق هو أن أزمة الفقر تزداد سوءا عاما بعد عام، وليس بإمكان إسرائيل إيقاف هذا التدهور. وتتعدد الأسباب لتفسير زيادة معدلات الفقر لدى سكان القدس، فحسب مسئولين مطلعين على الوضع في المدينة أدى الجدار الفاصل بين القدس والضفة الغربية إلى قطع العلاقات التجارية بين الطرفين، مخلفا أضرارا اقتصادية للتجار المقدسيين، لا سيما بعدما توقف توافد الزبائن من الضفة ومن الأسباب الأخرى المواجهات التى تندلع من وقت لآخر وأدت إلى تراجع السياحة والحركة التجارية فى القدس. كما أن الحالة الأمنية المتدهورة أدت إلى تشديد الاجراءات الأمنية فى المدينة، ما أدى بدوره إلى إعاقة الحركة التجارية فى القدس. أيضا كشف مسئولو الجمعيات التى تقدم المساعدة للفقراء أن الاعتقالات التى شهدتها القدس فى الفترة الأخيرة طالت الفئة العاملة من الشباب، حيث وجدت عائلات كثيرة نفسها دون معيل وتقول بلدية القدس فى ردها على هذه المعطيات، إنها تنوى إقامة مشاريع وبرامج خاصة لتحسين الوضع الاقتصادى فى الجزء الشرقى من المدينة . وذكر التقرير السنوى لمركز أدفا أن الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء تزداد اتساعا وأشار إلى أن 30% من الاسرائيليين يحصلون بالكاد على الحد الأدنى للأجور فى الوقت الذى يزداد فيه الأغنياء ثراء ويحقق البعض منهم دخلا شهريا لايقل عن ربع مليون شيكل. ويؤكد التقرير أن الفجوة ازدادت اتساعا بين الاشكناز( يهود الغرب) والسفارديم( يهود الشرق) من ناحية، وبين اليهود والعرب من ناحية أخري، كما لا توجد مساواة فى الخدمات الصحية والتعليمية التى تقدمها الدولة للمواطنين، هذه الفجوة كما يقول معدو التقرير أشبه بقنبلة زمنية موقوتة.