كشف التقرير السنوى لجمعية المساعدات الانسانية الإسرائيلية «لتت» أن ثلث الإسرائيليين فقراء وأن 35% من الأطفال هناك يعيشون فى مستوى معيشى متدن وهى مشكلة وأزمة حقيقية تواجه حكومة نيتانياهو ، فحوالى 1٫240 مليون طفل لا يحصلون على احتياجاتهم الأساسية خاصة من الغذاء والخدمات الصحية .. وطبقا لتقرير «لتت» لعام 2016 فإن 29% من سكان إسرائيل أى 2,436,000 مليون ( أطفال وبالغين ) يصنفون كفقراء وهذا العدد يقل عن العدد الذى تم تسجيله فى عام 2015 وكان 2,624,000 مليون . وكشف التقرير أيضا أن واحدا من كل عشرة فقراء فى إسرائيل اضطر للنوم فى الشارع أو فى مبنى مهجور كما اضطر 72% من الفقراء للتنازل عن شراء الأدوية، أيضا 50% من الأسر التى تعرف الآن بأنها فقيرة كانت فى الماضى ضمن الطبقة المتوسطة. وفى كل ليلة من ليالى الشتاء الباردة يواجه الآلاف من مشردي الشوارع في إسرائيل خطر الموت تجمدا، فهناك نحو ثلاثة آلاف مشرد ليس لهم مأوي أو مكان يبيتون فيه سوي أرصفة الشوارع أو مقاعد الحدائق العامة. وفي كل عام يتوفى عدد من هؤلاء متأثرين بالبرد القارس. وعدد هؤلاء المشردين أو سكان الشوارع كما تطلق عليهم وزارة الرفاه الإسرائيلية في ازدياد مستمر وهناك نحو300 مشرد يعيشون في شوارع تل أبيب, وخصصت الوزارة وحدة خاصة لرعايتهم إلا أن هذه الوحدة أصبحت تشكو في الآونة الأخيرة من نقص الميزانية المخصصة لها اضافة إلي التناقص المستمر في عدد الاخصائيين الاجتماعيين المنوط بهم انقاذ المشردين. ويقوم أفراد هذه الوحدة بالتجول ليلا في الشوارع لمحاولة اقناع سكان الأرصفة بالذهاب إلي أماكن الايواء الحكومية, إلا أن معظم المشردين مدمنو كحوليات ولايشعر المشرد بأنه سيموت متجمدا لأن الكحول يعطيه شعورا أو احساسا بالدفء. وكانت دراسة لمعهد القدس لدراسات إسرائيل قد كشفت أن 82% من سكان القدسالشرقية يعيشون تحت خط الفقر وفق معطيات عام 2014 استنادا إلى معطيات مكتب الإحصاء الإسرائيلى ومؤسسة التأمين الوطنى . ويدل هذا المعطى الذى يتطرق إلى عام 2014، على تفاقم أزمة الفقر فى القدسالشرقية مقارنة بعام 2013، حيث كانت النسبة 76% . ويقطن القدسالشرقية وفق الإحصاءات الإسرائيلية نحو 300 ألف فلسطيني، وتعد هذه الفئة السكانية فى إسرائيل هى الأكثر فقرا. والذى يثير القلق هو أن أزمة الفقر تزداد سوءا عاما بعد عام، وليس بإمكان إسرائيل وقف هذا التدهور. وتتعدد الأسباب لتفسير زيادة معدلات الفقر لدى سكان القدس، فحسب مسئولين مطلعين على الوضع فى المدينة أدى الجدار الفاصل بين القدس والضفة الغربية إلى قطع العلاقات التجارية بين الطرفين، مخلفا أضرارا اقتصادية للتجار المقدسيين، لا سيما بعدما توقف توافد الزبائن من الضفة. ومن الأسباب الأخرى موجة المواجهات التى اندلعت عام 2014 وأدت إلى تراجع السياحة والحركة التجارية فى القدس. كما أن الحالة الأمنية المتدهورة أدت إلى تشديد الاجراءات الأمنية فى المدينة، والتى أدت بدورها إلى إعاقة الحركة التجارية فى القدس ايضا كشف مسئولو الجمعيات التى تقدم المساعدة للفقراء أن الاعتقالات التى شهدتها القدس فى العامين الماضيين، طالت الفئة العاملة من الشباب، حيث وجدت عائلات كثيرة نفسها دون معيل، وتقول بلدية القدس فى ردها على هذه المعطيات ، إنها تنوى إقامة مشاريع وبرامج خاصة لتحسين الوضع الاقتصادى فى الجزء الشرقى من المدينة . والفجوة الاجتماعية بين الاسرائيليين تزداد اتساعا.. التقرير السنوي لمركز أدفا والذي أعده كل من الدكتور شلوموسبيرسكي و إيتي أطياس يؤكد أن30% من الاسرائيليين يحصلون بالكاد علي5000 شيكل في الشهر, وهو الحد الأدني للأجور في الوقت الذي يزداد فيه الأغنياء ثراء ويحقق البعض منهم دخلا شهريا لايقل عن ربع مليون شيكل. ويؤكد التقرير أن الفجوة ازدادت اتساعا بين الاشكناز (يهود الغرب) والسفارديم (يهود الشرق) من ناحية, وبين اليهود والعرب من ناحية أخري, أيضا لاتوجد مساواة في الخدمات الصحية والتعليمية التي تقدمها الدولة للمواطنين, هذه الفجوة كما يقول معدو التقرير أشبه بقنبلة زمنية موقوتة, وتدني مستوي المعيشة أصاب الفقراء فقط, ولم يؤثر مطلقا علي أثرياء اسرائيل الذين ازدادوا ثراء ولم يسمعوا كما يقول التقرير عن مصطلح «شد الأحزمة علي البطون» أو علي تقليص الميزانية, فمتوسط الدخل الشهري للاسرة الثرية وصل إلي41835 «شيكل» مقابل متوسط دخل شهري4108 شيكل للاسرة الفقيرة, وهو ما يعد أقل من الحد الأدني للدخل في إسرائيل, والحكومة الاسرائيلية كما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت تهتم فقط بتدليل الطبقة الثرية بتخفيض الضرائب المختلفة, فعلي سبيل المثال في السنوات الأخيرة تم تخفيض الضرائب علي الشركات من61% إلي36%, وفي السنوات الاخيرة ايضا انضمت آلاف الأسر إلي قائمة الفقراء والمحتاجين .