كعادتها دائما، تبدأ التضحيات من رجال الشرطة في سبيل الوطن وفداء للشعب، فمنذ 25 يناير 1952 بعد أن رفضوا تسليم الأراضي المصرية إلى قوات الاحتلال البريطاني، استمر الكفاح بأشكاله المختلفة، حتى خرجت ثورة 23 يوليو العظيمة في نفس العام، واحتفت بشهداء الشرطة الذين كانوا ومازالوا هم أيقونة الثورة الحقيقية، وشيدت نصبا تذكاريا بالعباسية تكريما لشهداء الشرطة البواسل، الذين استشهدوا خلال الصمود في الإسماعيلية. وعلى مر العصور، وعلى مدي 66 عاما متتالية قدمت الشرطة مئات الشهداء من أبنائها الأبرار لحماية أمن مصر وشعبها، كان أحدثهم ما قدمته خلال السبعة أعوام الماضية، بعد أن تعرضت لتدمير متعمد لبنيتها الأساسية في المنشآت والأفراد والمعدات، ولكن سرعان ما عادت أقوى وأجدر مما كانت عليه، ووقفت بالمرصاد للجماعة الإرهابية، واستطاعت - بمشاركة مختلف طوائف الشعب المصري - دحر الإرهاب ومحاصرته، ووجهت ضربات عديدة له بهدف القضاء عليه وعلى أعوانه وأنصاره، فضلا عن مواجهة الخارجين عن القانون وضبط حالة الانفلات الأمنى فى الشارع المصرى، التى أعقبت ثورة يناير. عبدالنعيم: طريق الجماعة الإرهابية مفروش بالدماء والخيانة كشف نبيل عبدالنعيم، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، الوجه القبيح لفكر الجماعة الارهابية منذ تأسيسها على يد حسن البنا حتى الآن، فهو قائم على العنف والارهاب وسفك الدماء، وطريقهم مفروش بالدماء والجماجم وقائم على التصفية الجسدية والاغتيالات لمعارضى فكرهم، فهم يستبيحون الدماء والأعراض والأموال وتدمير جميع الحضارات غير الاسلامية خاصة الحضارة الغربية. وأضاف ان الاخوان أول من بدأوا العنف فى احداث ثورة 25 يناير 2011 وشاركوا فى الثورة منذ يوم 27 يناير بعد تلقيهم تعليمات من انقرة بضرورة النزول إلى ميدان التحرير وإحداث حالة من الفوضى والبلبلة و الاعتداء على قوات الشرطة، وتم تزويدهم ب15 مجموعة مسلحة من حماس مما ساعدهم على اقتحام السجون والاقسام وتهريب المساجين وقتل قوات الشرطة داخلها. ولم يقف الوجه القبيح للجماعة الارهابية عند هذا الحد بل امتد إلى رابعة العدوية أيام الاعتصام، حيث حولوا منطقة رابعة إلى ترسانة حربية حتى صدرت اليهم التعليمات من انقرة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وقوات الشرطة فى اثناء فض الاعتصام، وذلك لاتهام قوات الأمن والجيش بقتل المتظاهرين. ولم تقف ممارسات الجماعة الارهابية عند ذلك بل امتدت إلى العام الاسوأ فى تاريخ مصر، عندما تولى الارهابى محمد مرسى الحكم لمدة عام، حيث قام رجاله بقتل معارضيه الذين رفضوا الاعلان الدستوري، وقتل اشخاص فى احداث الاتحادية، بالاضافة إلى تعذيب كل المقبوض عليهم فى احداث الاتحادية لاجبارهم على الاعتراف بأنهم مأجورون من قوات الأمن، إضافة إلى المكالمات الهاتفية التى دارت بين محمد مرسى وقيادات تنظيم القاعدة عبر هاتف رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان الرئاسي، الذى طلب فيها مرسى من اعضاء التنظيم إرسال عناصر القاعدة إلى سيناء ليستوطنوا فيها. وقال عبد النعيم إن الجماعات الارهابية فى الثمانينيات كان من السهل القضاء عليها لانها محلية ولم يكن لها امتداد خارجي، اما الجماعة الارهابية فى الفترات الحالية هم مجموعة من الخونة والمتآمرين على الوطن، وأكبر دليل على ذلك ان أجهزة الاتصالات التى يتم ضبطها بحوزتهم اسرائيلية، ومدافع الهاون والالغام مكتوب عليها بالعبري، وانهم خلال فترة حكم مرسى ادخلوا البلاد ترسانات من الاسلحة عن طريق دولة ليبيا لاستخدامها فى قتل المصريين، اما فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فإن الشرطة تعافت، وأعادت هيكلة نفسها، وطورت من قاعدة بياناتها، وأصبح لديها أجهزة قوية مزودة بأكفأ الضباط لجمع المعلومات التى تساعد على تحقيق الضربات الاستباقية، بالاضافة إلى تسلحها بأحدث الأسلحة، مما ساعد على رفع معنويات قوات الشرطة واستعادوا مكانتهم وتقلدوا مواقعهم فى الدفاع عن مصر والمصريين، وباتوا على اتم استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل مصر.
نور الدين: الشهداء يزيدون أبطال الشرطة إصرارا على مواجهة الإرهاب أكد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، ان هدم اى دولة يبدأ من محاربة القوى التى تحميها وهم رجال الجيش والشرطة، وان الجماعة الارهابية حاولت إجهاد جهاز الشرطة فى اثناء مظاهرات 25 يناير وما تلاها حتى الوصول الى يوم 28 يناير 2011، واستغلوا خروج الضباط والافراد من المواقع الشرطية لحماية المتظاهرين فى الميادين بمختلف محافظات مصر، وقاموا بإحراق مقارهم من أقسام شرطة وغيرها، بالإضافة إلى فتح السجون وتهريب المساجين، مما كان له أثر سئ فى نفوس رجال الشرطة، بالإضافة إلى إلصاق تهمة قتل المتظاهرين لقيادات الشرطة وحبسهم داخل السجون على مدى عامين كاملين حتى قضت المحكمة ببراءتهم بعدما أن تيقنت انهم أبرياء من دم المتظاهرين. ولم يقف فكر الجماعة الارهابية القبيح عند ذلك الحد، حيث حاولوا عمدا مسح ذاكرة عقل جهاز الشرطة بالقضاء على جهاز أمن الدولة وحرق مقراته فى القاهرةوالمحافظات وإلصاق كل التهم برجاله وتصفيته من خيرة قياداته. وأضاف نور الدين أن الشرطة استعادت عافيتها ووقفت على قدميها، وقبل ثورة 30 يونيو اجتمعت قيادات الشرطة وضباطها فى النادى العام لضباط الشرطة، واكدوا انهم لم يحموا مقار الجماعة الارهابية من غضب الشعب. وفى مقابل العمليات الارهابية الحقيرة قام جهاز الشرطة بتحقيق عدد من الضربات الاستباقية، ويكفى ان العناصر الارهابية لم تسيطر على شبر واحد من مصر، لانهم يخرجون من حجورهم مثل الفئران وينفذون جرائمهم الارهابية ثم يعودون ثانية إلى الحجور، بالإضافة إلى ان مصر لم تستعن بأى قوى خارجية لمساعدتها فى مكافحة الارهاب، فهى قادرة عليه كما انها ضربت الارهاب فى ليبيا. وأكد نور الدين أنه بالرغم من النجاحات التى حققها جهاز الشرطة فى مكافحة الارهاب، فإنه مازال يحتاج إلى توفير الامكانات التى تمكنه من الارتقاء بأعماله لأقصى درجة، من كاميرات مراقبة ورادارات حديثة ووسائل الاتصالات وسيارات دفع رباعي. ولابد من توافر منظومة متكاملة لتدريبه وتسليحه بأسلحة حديثة، لأن الجماعة الارهابية تحارب الشرطة والمصريين الآمنين بالصواريخ والآربى جى ومدافع الهاون بناء على مخططات مدروسة من قبل أجهزة مخابرات أجنبية. وأضاف ان أجمل ما فى جهاز الشرطة هو الروح المعنوية العالية، فلم ترهبهم العمليات القبيحة للجماعة الارهابية، ولم يرهق عزيمتهم سقوط زملائهم شهداء امامهم، بل يزدادون إصرارا على مكافحة الارهاب واقتلاعه من جذوره، حتى لو ارتوى كل ثرى الارض بدمائهم الطاهرة. واضاف أن رجال الشرطة لابد أن يرفعوا درجات الاستعداد للدرجة القصوي، لأن المشاريع التنموية فى مصر وارتفاع مستوى المعيشة وما يتمتع به الوطن من أمن واستقرار يزيد من شرور الجماعة الارهابية وأحقادهم على مصر، لذلك لابد ان تكون خطط تأمين المنشآت الحيوية قوية، وتأمين البعثات الدبلوماسية فى أماكن عملهم ومقار اقامتهم، وتأمين الاماكن السياحية والشخصيات العامة ورموز الحكم ورجال الدين الإسلامى والمسيحي، وأن تقوم قيادات وزارة الداخلية بتلقين القوات المكلفة بعمليات التأمين بدورها، والتأكد من ملاءمة الاسلحة المستخدمة لجغرافيا المكان، ولابد ان تنشط أجهزة المعلومات.
المقرحى: جنازة الشهيد «أبو شقرة» بداية ثورة الأمن على حكم المرشد اعتبر اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، أن الشرطة المصرية تعرضت لمؤامرة كبرى فى الأعوام الماضية، قام بها الإرهابيون بالاشتراك مع «أجهزة مخابرات 7 دول»، وعدد من الذين أطلقوا على أنفسهم «الاشتراكيين الثوريين»، وساندهم «الطابور الخامس»، بعد أن جمعهم هدف واحد هو «القضاء على عزيمة رجال الشرطة وانهيار المنظومة الأمنية ونشر الفوضى فى ربوع مصر، ومن بعدها إسقاط القوات المسلحة بهدف إسقاط الدولة المصرية كما فعلوا مراراً وتكراراً فى العديد من الدول بالمنطقة العربية». وأضاف أنه عقب ظهور الحقيقة للشعب المصري، خلال السنة القاسية التى تولى فيها الإرهابيون حكم مصر، استعاد الشعب وعيه سريعا، ووقف بجانب جهاز الشرطة بعد أن اتضحت المؤامرة ومرتكبوها جليا. وأوضح : فى منتصف شهر مارس عام 2013 خرجت أولى شرارات ثورة 30 يونيو، وذلك عندما تحولت جنازة الشهيد محمد أبو شقرة من جنازة عسكرية إلى ثورة شعبية، وهتف خلالها الضباط بهتاف الثورة الحقيقى الذى رددته جموع الشعب «يسقط يسقط حكم المرشد»، وعزز المواطنون بطوائفهم المختلفة موقف الضباط فى ثورتهم على حكم الجماعة الإرهابية، وذلك فى الاجتماع الذى تم فى 15 يونيو من 2013 بحضور أكثر من 3 آلاف ضابط شرطة، اجتمعوا وقتها على مبدأ واحد أصيل، وهو انحياز الشرطة وجميع أبنائها إلى الشعب انحيازا كاملا، وتعهدوا بألا يكونوا عصا الجماعة الارهابية ضد الشعب، وتعهدوا بأنهم لن يقفوا ضد تعبيره عن موقفه الرافض لحكم الجماعة الإرهابية، وتضافرت جهود رجال الشرطة مع ملايين المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين، وكانت النتيجة هى اقتناع الشعب بدور الشرطة فى حماية إرادتهم، وسرعان ما رفعوا رجال الشرطة فوق الأعناق، ودوت الهتافات «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة». وكشف اللواء المقرحى عن أنه منذ تلك الفترة، ازداد التلاحم الكبير بين الشعب والشرطة، ومد الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى وقتها يد العون لجهاز الشرطة بالمعدات الحديثة والتدريبات الفائقة، حتى عادت الشرطة لما كانت عليه وأفضل، واستطاعت بالتحالف مع رجال الجيش المصرى إسقاط المؤامرة ومواجهة قوى الشر ودحر الإرهاب الأسود.
«البسيونى» يدعو إلى رفع لافتات التهنئة بعيد الشرطة على المحال والمنازل قال اللواء مجدي البسيونى، الخبير الأمني، إن الشرطة لم تقدم شهداء فقط في الحرب ضد الإرهاب في الفترة الأخيرة فقط، بل تمتد التضحيات على مر تاريخ الشرطة المدنية، ولعل من أبرز التضحيات التي قدمتها هو تعرض مديرية أمن أسيوط للاعتداء خلال فترة الثمانينات، عندما اقتحمت الجماعات الإسلامية وقتها مبنى المديرية في صباح يوم عيد الأضحى وقتلوا الضباط والافراد والجنود، كما أن سقوط الشهداء من رجال الشرطة جاء على مدى ال 66 عاما بسبب القضايا الجنائية قبل الجرائم السياسية، ومنها سقوط عدد من الشهداء في الستينيات عندما طاردت مأمورية أمنية مجموعة من عصابات المواد المخدرة في صحراء بلبيس وسقط عدد كبير من الضحايا مما تسبب وقتها في حملات اعتقال موسعة ضد تجار المواد المخدرة. واعتبر البسيونى أن «عمل رجال الشرطة كله تضحيات حتى اذا لم يسقط شهيد أو مصاب من بينهم»، فعمل رجال الشرطة غير مقيد بزمن ولا مكان محدد، ودائما رجل الشرطة يعد بمثابة المغترب، فهو يحمل سلاحه وامتعته ويعمل تاره في صعيد مصر وتارة أخرة في المحافظات الحدودية او محافظات الدلتا، دون التقيد بمكان محدد عكس الموظف المدنى الذى يعمل بمكان واحد او إدارة واحده حتى يتقلد الدرجات الوظيفية المختلفة لحين خروجه على السن القانونية. ووجه رسالة إلى زملائه وأبنائه من رجال الشرطة وهنأهم بعيدهم، وتمنى لهم تحقيق المزيد من النجاحات الأمنية، وطالبهم بتحقيق المزيد من الأمن في الشارع المصرى، ولفظ المتجاوزين من صفوفهم خاصة بعد ما حققوه من إنجازات وتواصل جيد مع رجل الشارع، ودعاهم إلى مزيد من ضبط النفس، خاصة في الفترة القادمة الحساسة من تاريخ مصر. كما وجه رسالة إلى رجل الشارع، مطالبا المواطنين بدعم رجال الشرطة، خاصة في تلك المناسبة القومية التي أراد البعض أن يمحوها من ذاكرة الأجيال القادمة، ودعاهم إلى تعليق لافتات صغيرة على شرفات منازلهم وعلى المحال التجارية المختلفة، تهنئ الشعب المصرى بعيد الشرطة، وتعبر عن تلاحم الشعب والشرطة في مواجهة أعداء مصر. وأضاف أن من تضحيات رجال الشرطة أن فترات عملهم لا تخضع لقانون العمل، فجميع الموظفين الحكوميين يعملون لمدة 8 ساعات وراحة أسبوعية يومين، عدا رجل الشرطة الذى يمكن أن يستمر عمله على مدار اليوم الكامل دون أن يحصل على أية زيادات مادية، ولا ينعم بالاجازات الأسبوعية أو الموسمية التي يتمتع بها باقى موظفي الدولة. وحول استمرار تقدم الشباب المصري والعائلات المصرية للالتحاق بكلية الشرطة رغم المواجهات العنيفة والأعداد الكبيرة للشهداء، أوضح «البسيونى» أن هذا السؤال لابد أن يوجه إلى كل من يسيء إلى رجال الشرطة، لأن كل من يتقدم للعمل بجهاز الشرطة يدرك أن الشرطة هي رسالة وعن النجاحات الأمنية في الفترة الأخيرة، قال أن رجل الشارع هو الوحيد الذى يستطيع أن يقيم جهد رجال الشرطة، خاصة بعد أن تعرض لجرائم غير مسبوقة في تاريخ مصر، في أعقاب أحداث يناير عام 2011، والتى كان من بينها 2400 جريمة خطف في عام واحد، بخلاف جرائم استيقاف المارة وإجبارهم على النزول من سياراتهم والاستيلاء عليها، وكل هذه الجرائم انتهت إلى غير رجعة الآن، وعاد الأمن للشارع المصرى بخلاف ما يحدث في كبريات الدول التي تحذر زائريها من النزول إلى الشارع في أوقات متأخرة من الليل لانتشار الجرائم، وعلى رأسها العديد من الولاياتالأمريكية.
الإسماعيلية درة عقد البطولات ستة وستون عاما مرت علي ملحمة البطولة الخالدة، التي بدأت في صباح الجمعة 25 يناير 1952، عندما واجه 130 من ابطال البوليس بقسم شرطة الإسماعيلية حصار القوات البريطانية لمبني القسم الصغير، بعدما رفضوا الانصياع لإنذار المحتل بتسليم قوات الشرطة و»بلوكات» النظام في الإسماعيلية لأسلحتها وان ترحل عن منطقة القناة، لتنطلق معركة ضارية ضرب فيها رجال البوليس البواسل مثالا للفداء والوطنية، فواجهوا قنابل ومدافع الإنجليز ببنادق عادية، واستمرت المعركة ساعتين كاملتين هاجم فيها الإنجليز قوة الشرطة الصغيرة بدبباتهم ونيران مدفعيتهم، بينما لم يمتلك ابطالنا سوي ارواحهم وبنادق قديمة، ولم يستطع الإنجليز ان يتقدموا خطوة واحدة بتسليحهم الهائل، الا بعد سقوط 50 شهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة البواسل، وهم جميع من كانوا في القسم وقتها. صورة أرشيفية لأحد مصابى رجال الشرطة فى معركة الاسماعيلية 1952 ضد القوات البريطانية وفي واقع الامر ان معركة الإسماعيلية لم تكن وليدة اللحظة، فالمحتل لم يطلب وقتها رحيل رجال البوليس عن منطقة القناة، الا بعد تلقيه ضربات اوجعته من عمليات الفدائيين ضد معسكرات الإنجليز بمنطقة القناة، وادعي القائد البريطاني في منطقة القناة »البريجادير أكسهام» ان المحافظة ومركز الشرطة مكانان لاخفاء الفدائيين، ولم تكن الشرطة المصرية هناك في معزل عن ادوار البطولة، ولم تكن اداة في ايدي المحتل لضرب ابناء الشعب، بل كان ضباط وافراد الشرطة هناك يقومون بدور وطني في مقاومة الاحتلال، وسجل ابناء البوليس المصري مواقف داعمة لثورة الشعب ضد الاحتلال، توجت باستبسالهم في الدفاع عن ارضهم وكرامتهم وسلاحهم وعدم الانصياع لاوامر المحتل، فكان عيد الشرطة عيدا للكرامة والوطنية. ويزخر الماضي القريب من معركة الاسماعيلية بأوراق بطولية لرجال الشرطة البواسل انحازوا فيها للشعب، حيث شاركت فرق من البوليس الي جوار رجال الجيش بزعامة أحمد عرابي للمطالبة بحقوق المصريين، كما شاركوا في مقاومة جنود الاحتلال في معركة التل الكبير، ولم يكونوا بعيدين عن الحراك الشعبي لمواجهة الاحتلال البريطاني رغم محاولة الانظمة والاحزاب وقتها ان تصبغ وزارة الداخلية بصبغة سياسية، ومحاولة بريطانيا ان تخلق فجوة بين الشرطة والشعب، الا ان الحس الوطني لرجال الشرطة تغلب علي هذه المحاولات فانحازوا للثوار في ثورة 1919، ورفضوا الاعتداء علي ابناء الشعب او التنكيل بهم. ولازالت سجلات الشرطة تضم تاريخا من الكفاح الوطني والادوار المشرفة في تاريخ مصر خلال هذه الحقبة حتي جاءت ثورة 1952، لتطهر البلاد من الاحتلال، ويكفي رجال الشرطة شرفا ان دماءهم في الإسماعيلية كانت الفتيل الذي اشتعل، فالهب قلوب ابطال الجيش وشعب مصر، لتجتث الاحتلال من جذوره وتستعيد مصر حريتها.