في عام 1951 وبعد ما قررت الحكومة المصرية إلغاء معاهدتها مع بريطانيا التي أبرمتها عام 1936، وكانت أعداد ضخمة من العمال المصريين يعملون في معسكرات القوات البريطانية في منطقة القناة وحفزهم إلغاء المعاهدة علي هجر أماكن عملهم وأوقف الموردون أعمالهم فتعرضت القوات البريطانية لموقف في غاية الاحراج بعد تعطل العمل داخل معسكراتها فبدأوا في الضغط علي الحكومة المصرية للتراجع ولإرهاب الأهالي بإلقاء القنابل وإطلاق الرصاص علي الأهالي، وقتها التحم الشعب بالشرطة وخاضوا معا معارك حربية حقيقية وصار من الطبيعي أن يسقط عدد من شهداء المقاومة مع شهداء البوليس. واستمر الحال عدة شهور قبل أن يضاعف الإنجليز عملياتهم الانتقامية من الأهالي الذين شنوا عليهم حرب عصابات، وتواصلت المعارك حتي سقط 50 شهيدا و80 جريحا من قوات البوليس بعد ما نفدت ذخائرهم بعد حصارهم في مبني محافظة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 ليكون تخليدا لهذه الذكري، واحتفت الجرائد المصرية الصادرة وقتها بكفاح رجال البوليس وعنونت الأهرام صفحة الأولي ب"الفدائيون ورجال البوليس يأسرون 80 جنديا بريطانيا بكامل معداتهم الحربية"، وقالت المصري: "رجال البوليس البواسل يخوضون أعنف معركة في الإسماعيلية وضابط مصري يصيح في وجه الانجليز: لن نسلم إلا جثثا" ونشرت أخبار اليوم الانجليز "يعلنون الحرب في الإسماعيلية".. وقالت الزمان في عنوانها الرئيسي "الدبابات الثقيلة في شوارع الإسماعيلية".