كلفنى الأستاذ إبراهيم نافع بتحرير صفحة تهتم بشئون البيئة فى «الأهرام، وتصدر إسبوعيا وترك لى حرية تحرير المادة الصحفية، وكانت أول صفحة فى جريدة مصرية أو عربية تهتم بهذا الشأن، وكان ذلك منذ 27 عاما، وقد حرصت الصفحة على طرح موضوعات قصيرة وجذابة لقارئ جديد يهتم ويتعرف على قضايا البيئة التى تتشابك مع 16 وزارة، وأصبح للبيئة برنامج فى الأممالمتحدة، معنى بشئونها، وكان يديره العالم الراحل د. مصطفى كامل طلبه، وأتجهت مواد الصفحة إلى أبواب مهمة مثل دردشة على مقهى فى شارع البيئة، والبساط الأحمر، وبدون زعل، وبريد القراء، وراصد.. وغيره. وقد أثارت الصفحة قضية مهمة، وهى صيد الغزال المصرى والصقور، وهما من الحيوانات والطيور المعرضة للانقراض، وتم تحرير مادة صحفية بالوثائق عن القوافل العربية، تضم كل قافلة 30سيارة عبارة ثلاجات وخيام، وكل وسائل الترفيه مع الخدم والحشم والمرشدين، وبموافقة رسمية من وزير البيئة حينئذ!. ونشرت أصل الخطاب الصادر من مكتب الوزير بالموافقة، وبمجرد نشر هذه المادة، رفع وزير البيئة سماعة التليفون، وطلب الأستاذ إبراهيم نافع.. وطلب منه تغيير المشرف على الصفحة كاتب المقال. فقال له الأستاذ إبراهيم: أنا رئيس تحرير الجريدة.. ولا أحد يفرض عليَّ تغيير محرر الصفحة، وسيظل المحرر فى مكانه طالما لم يتجاوز وذكر الحقيقة مدعومة بالوثائق.. وكان هذا الوزير من أعز أصدقاء الأستاذ إبراهيم. وطلبنى الأستاذ إبراهيم لمقابلته، ودار بينى وبينه حديث مفاده، أن الوزير غضبان، وطلب منى أن أكون «رفيقا» فى النقد، وطلب منى الأستمرار طالما ما نتشره موثقا، لأن الصيد الجائر لحيوانات وطيور معرضة للانقراض شيء خطير، بعد أن علم كل الحقيقة من مقابلتى معه وقلت له إن القوافل تصطاد الغزال المصرى النادر وتذبحه، ويدخل الثلاجات، فى رحلة العودة من الجزيرة العربية.. إعتقادا منهم أن أكل لحم الغزال له دور مهم فى النشاط.. أما الصقور، فإنهم يحتفظون بها حية لاستخدامها فى عمليات الصيد والمسابقات. وبفضل توجيهاته قامت جامعة الزقازيق باعداد دراسة للحصول على درجة الماجستير بإشراف الراحلة د. نوال عمر... وأخرى فى جامعة سوهاج وثالثة فى الجامعة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراة، وحصلت الصفحة على جائزة الصحافة والإعلام البيئى التى خصصها د. طلبه باسمه من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وجامعة الدول العربية. رحم الفقيد الف رحمة ونور... كان رئيس تحرير جريئا ونقيب صحفيين شجاعا. لمزيد من مقالات وجدى رياض