ثقافة التصالح هى واحدة من شيم وتقاليد أهل سيوة فى قلب الصحراء الغربية، لقد ألهمتهم طبيعة المكان، كيف أن صفاء النفس ورضاها، هما طوق النجاة من شرور النفس البشرية وطغيانها. لذلك صنع أهل الواحة عيداً للتصالح، يجتمع فيه سكانها فوق جبل «الدكرور» المقدس فى احتفالات سنوية. وبالتزامن مع الليالى القمرية الثلاث من الشهر العربي، يتبارى الأهالى فى صنع «المجردج» لعمل «الفتة» ويلتفت الجميع حول موائد الطعام ليذيب «العيش والملح» خصومات عام مضى، وهم ينشدون الابتهالات والتواشيح الدينية ويمتد السامر ليلا وتنتهى الليالى الثلاث بمسيرة إلى جامع «سيدى سليمان» حيث تقام حلقات الذكر وسط التجلى والصفاء الروحي. وما ان تنتهى هذه الأيام حتى يكون السلام قد عم أرجاء الواحة، وصفيت النفوس لتستقبل عاما جديدا بلا خصومات.