حتي هذه اللحظة لم يقدم الرئيس المنتخب محمد مرسي أو جماعة الإخوان المسلمين, أي رؤية للإعلام في عهد ثورة52 يناير, والثابت هو أن المرشد ومجموعة لا بأس بها من قيادات الجماعة, وحزب الحرية والعدالة قالوا إن الصحفيين هم سحرة فرعون, كما أن الرئيس نسي أن يذكر الصحفيين أو الإعلاميين في خطابه الأول, وهناك ما يشبه حالة توافق في الآراء لدي الصحفيين بأن هناك ما يشبه الثأر ما بين الجماعة والمجموعة الصحفية, كما أن مجلس الشوري لم يتقدم حتي هذه اللحظة بأي مشروعات قوانين لإلغاء ترسانة القيود الضخمة الكفيلة بحبس أي صحفي في أي لحظة, كما أن قانون حرية تداول المعلومات لم يتم وضعه علي سلم الأولويات, ولم يتم فتح نقاش كبير حول قضية جوهرية ماذا نفعل لتقوية استقلال السلطة الرابعة.. وهي سلطة الإعلام. وهنا تبدو الأسئلة مشروعة, بل وعاجلة, ويجب علي الرئيس محمد مرسي أن يقدم أجوبة تفصيلية عنها وهي: ما هي رؤيته لحدود العلاقة ما بين السلطة والصحافة, ما هي رؤيته لخصخصة الصحافة, هلي يري ضرورة لدمج المؤسسات الصحفية القومية, هل سيتم التخلص منها, وتسريح العمالة الزائدة, وماذا عن الصحافة الخاصة, وهل سوف يسمح باحتكار القلة للصحف والمحطات الفضائية, وماذا عن الرأسمال العربي والأجنبي, وماذا عن ضرورة فتح المؤسسات الإعلامية الخاصة لدفاترها؟ وماذا عن الفصل بين الملكية والتحرير, وما هي الوسائل العملية لتحقيق ذلك, وهل سيدعو إلي مؤتمر عام لمناقشة كل هذه القضايا, وماذا عن تجاهل وتهميش الجموع الصحفية, وهل هناك حياة لأولئك الذين لم يكونوا يوما من الفلول ولا يريدون أن يكونوا من الجماعة, ولا يرغبون في الانضمام لحزب الحرية والعدالة؟ أم أن جواز المرور كان ولايزال بمدي القرب والبعد من الحزب الحاكم؟!, وهل سيظل الأفق السياسي ملبدا ومعاديا لأسئلة التنوير؟, وتري ألا يوجد أحد يتعلم من أخطاء الماضي, فنحن أمام نفس الممارسات القديمة, ولم يزل صفوت الشريف والحزب الوطني المنحل يمارس هوايته القديمة بتقريب أهل الثقة لا الكفاءة, والإصرار بغطرسة عن الحديث باسم الشعب, والادعاء بأن ما يجري هو لمصلحة جموع الصحفيين والإعلاميين, كما أن ترزية القوانين وترزية تفصيل الحاكم أيا كان شكله بعمامة أو بدونها جاهزون دائما لتقديم خدماتهم تحت أي يافطة!, سيادة الرئيس: هذه لحظة تاريخية, وأرجو ألا تعمينا شهوة الانتقام عن خطر انهيار مؤسسات ضخمة هي ملك الوطن كله, وأحسب أن الأمر يحتاج للتمهل وإعادة الحسابات! المزيد من أعمدة محمد صابرين