رئيس جامعة القناة يُكلف مديرين جُدد للعمل بالإدارة العامة لخدمة المجتمع    القضية الفلسطينية على رأس مناقشات اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة الشهادة الإعدادية في كفر الشيخ    "الحوار الوطني" يطالب بالإفراج عن المحبوسين احتياطيا في أنشطة دعم فلسطين    رئيس الوزراء يشدد على ضرورة تعيين 30 ألف معلم فى المدارس كل عام لسد العجز    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    النواب يحيل 3 اتفاقيات للجان النوعية في بداية الجلسة العامة .. اعرف التفاصيل    وزير النقل يتفقد مواقع العمل بالمشروعات التنموية والخدمية بميناء الدخيلة    تنفيذ 5 دورات بمركز تدريب الشرقية خلال مايو الماضي    التموين: صرف دقيق المستودعات من المطاحن ب 2800 جنيه للطن    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    جيش الاحتلال يرتكب 4 مجازر في قطاع غزة خلال 24 ساعة    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    الخارجية الفلسطينية ترحب بدعوى تشيلي ضد إسرائيل أمام محكمة العدل    نادي المقاولون يواصل اختبارات الناشئين 2024    "على مسئوليتي الشخصية".. شوبير يكشف حقيقة منع الزمالك من البطولات الأفريقية    كرة يد - الاتحاد المصري يعلن إذاعة نهائي كأس مصر بين الزمالك وسبورتنج    فتح باب التقديم لرياض الأطفال في القاهرة للعام الجديد    ضبط 15 شيكارة دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء بالإسماعيلية    حريق في شقة الفنانة سمية الألفي.. وإصابتها باختناق شديد    عيد الأضحى.. موعد أطول إجازة متصلة للموظفين في شهر يونيو 2024    قرار من المحكمة ضد إنجي حمادة وكروان مشاكل بسبب "فيديو المطبخ"    رئيس بعثة الحج الرسمية: بدء تفويج حجاج القرعة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة    قيادات «المتحدة» ونجوم الفن ورجال الدولة في احتفالية العرض الخاص من سلسلة «أم الدنيا 2»    اليوم.. جمعية الفيلم تعرض فيلم بيت الروبي وتحتفل بمئوية الفنانة سامية جمال    شاهد، برومو تشويقي جديد لمسلسل الوصفة السحرية    نسرين طافش تكشف حقيقة طلبها "أسد" ببث مباشر على "تيك توك"    ما حكم من أحرم بالحج ثم مات بعد الوقوف بعرفة؟.. «المفتي» يجيب    توقيع الكشف الطبي على 1314 حالة خلال قافلة طبية بملوي في المنيا    تحرير 139 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي، الوصفة الأصلية    213 قرار علاج على نفقة الدولة و27 زراعة نخاع.. جهود اللجنة الطبية والاستغاثات خلال مايو 2024    السكرتير المساعد لبني سويف يناقش إجراءات تعزيز منظومة الصرف بمنطقة كوم أبوراضي الصناعية    غرفة عمليات «طيبة التكنولوجية»: امتحانات نهاية العام دون شكاوى من الطلاب    أحمد حلمي يطالب بصناعة عمل فني يفضح الاحتلال الإسرائيلي: علينا تحمل مسئولية تقديم الحقيقة للعالم    وزيرا خارجية المغرب وكوريا يبحثان تعزيز علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية    رسمياً.. منحة 500 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لهذه الفئات (التفاصيل والموعد)    مجلس الزمالك يسابق الزمن لتجهيز مستحقات الفريق.. ومفاجأة بخصوص جوميز (خاص)    قرار جديد من محكمة النقض بشأن قضية «شهيدة الشرف»    وزيرة التخطيط ل"النواب": الأزمات المتتالية خلقت وضعًا معقدًا.. ولابد من «توازنات»    سيناتور أمريكي: نتنياهو «مجرم حرب» لا يجب دعوته للكونجرس    طبيب قلب يقدم نصائح للوقاية من المضاعفات الصحية الناتجة عن حرارة الصيف (فيديو)    عكس الاتجاه.. هل يصلح متحف الهولوكوست ما أفسدته دولة الاحتلال؟!    جواز ذبح الأضحية للمصريين المقيمين بالخارج: التفاصيل والأولويات    د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء يجيب عن أشهر أسئلة الحج: التخلف من العمرة للحج مخالفة لا تتفق معها العبادة.. ويحقق أذى المسلمين فى الحج    وسائل إعلام لبنانية: شهيدان مدنيان في غارة إسرائيلية على بلدة حولا    محافظ مطروح يبحث مع وفد جامعة الأزهر جهود إنشاء فرع بالمحافظة    ضبط 9 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالعملات الأجنبية خلال 24 ساعة    الشرقية تحتفل بذكرى دخول العائلة المقدسة ومباركتها لأرض مصر في منطقة آثار تل بسطا    الاتحاد السكندري يخشى مفاجآت كأس مصر أمام أبو قير للأسمدة    متحدث الزمالك: شيكابالا أسطورة الزملكاوية.. وهناك لاعب يهاجمه في البرامج أكثر مما يلعب    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    تداول 15 ألف طن و736 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    دعاء دخول مكة المكرمة.. اللهم أَمِّني من عذابك يوم تبعث عبادك    عاجل بالأسماء.. شلبي يكشف رحيل 5 لاعبين من الأهلي    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الآخبار
الغزو الإخواني لمصر يبدأ من الصحافة
نشر في الأخبار يوم 12 - 06 - 2012

من أشد مراحل التاريخ المصري اظلاما الممتد الغزو العثماني عام 229 هجرية، 7151 ميلادية. بهزيمة السلطان الغوري في مرج دابق بدأ زحف همجي ليدمر حضارة كاملة، دخل السفاح سليم العثماني الي القاهرة. ليعلق السلطان المصري الشجاع طومانباي علي باب زويلة، ومن طرائف المحروسة أنه يوجد في القاهرة شارعان متوازيان، الاول سليم الاول والموازي له طومانباي فما أغرب وأعجب. لا يشبه الغزو العثماني الهمجي الا الغزو الفارسي في نهاية الحضارة المصرية القديمة، وخلاله هدمت معابد الديانة المصرية وأزيلت رموزها بوحشية مما دعا كبار الكهنة الي جمع الرموز والآثار الثمينة ودفنها تحت الارض في الاقصر، وظلت الخبيئة مطمورة ما يقرب من ثلاثة آلاف عام حتي كشفت عنها البعثة الفرنسية عام 3091، سليم الأول أنهي حضارة كاملة، فكك ثلاثا وخمسين حرفة بطلت كلها من مصر، لم يكتف بخلع الرخام ولوحات الخط والزخارف الخشبية والمشكاوات النادرة. إنما استولي علي المعدات وعلي البشر أي الفنانين المصريين ونقلهم الي استانبول. وعلي اكتافهم قامت الاثار المعمارية العظمي في استانبول والمدن التركية. أي أن لمصر حقوقاً في تلك الاثار التي يؤمها ملايين السياح من العالم. اذكر انني كنت أزور مسجداً في مدينة بيتش المجرية، رأيت آية قرآنية جميلة الخط في نهايتها كتبها اسماعيل المصري في تاريخ.....« وقفت متأثراً في المسجد الهاديء، المهجور. ورحت أفكر في ذلك الفنان الذي جاء قسرا إلي هذا المكان النائي، البعيد عن موطنه الدافيء فأصر علي أن يبرز صفته كمصري، فما تزال حروف الآية الكريمة تطل من ذاكرتي رغم مرور ما يقرب من اربعين عاماً علي وقفتي تلك. أعود الي الغزو العثماني، خلال قرنين من الزمان وقعت مصر تحت سنابك العثمانيين، ونقص عدد السكان من ثمانية ملايين الي مليونين ونصف طبقاً لتعداد الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، تدهورت الدولة المصرية، خاصة منشآت الري، وترتب علي ذلك سلسلة من المجاعات والأوبئة، وانتفي الامن في الطرق. واصبح الباشا العثماني الذي يتولي مصر مشغولاً بجمع الثروة في قضاء مدته، طالت معاناة مصر حوالي قرنين ونصف من الزمان الي أن حدثت الصدمة بقدوم الحملة الفرنسية. وبدأت النهضة مع تولي محمد علي باشا الالباني الاصل الذي أدرك عبقرية المصريين، واسس بهم دولة عظمي. لقد شغلت بالغزو العثماني منذ عام 7691، ولفتت نظري المقدمات التي سبقت الهزيمتين في مرج دابق خلال القرن السادس عشر، وفي سيناء خلال يونيو 7691. لكن لفت نظري ايضا ارادة الحياة عند المصريين، تلك الارادة التي كانت تنقذ مصر من الدمار النهائي والخروج من التاريخ، لذلك أقول دائماً ان تاريخ مصر يشبه الأهرام، يصعد احياناً مثل الأكبر، وينزل أحياناً حتي يري بصعوبة عن قرب، يتضاءل الهرم لكن البناء لا يتوقف، اذن، تمرض مصر ولا تموت، وأخشي الآن ان تكون لأول مرة في الطريق الي مرحلة وعرة لا يعلم الا الله ما سوف تنتهي اليه. لأول مرة خلال التاريخ الطويل الممتد أشعر أن مصر تواجه خطر التفكك، وأن تعود إلي ما قبل الاسرات، أي إلي ما قبل مرحلة توحيد القطرين علي يدي مينا. كانت مصر من قسمين. البحري والقبلي، الان مصر مهددة بالتجزؤ اللانهائي، لأن الدولة تترنح. والقوة التي بدأت تسيطرعلي مؤسساتها لا تؤمن بفكرة الوطن أصلاً، إنما تؤمن بالامة. والأمة فكرة وليست واقعاً جغرافياً وسياسيا له حدود وتاريخ ومعالم نلمسها بالحواس، الإخوان لا يعترفون بحضارة مصر القائمة علي الاستمرارية والتنوع، ولذلك سيصبح اقباط مصر اقلية لا حقوق لها، مواطنين من الدرجة الثانية، المشكلة ان العالم لن يسمح بذلك وهذا يفتح باب التدخل الأجنبي. يبدو أن هذا مدبر مرسوم من قبل قوي كبري. مخطط يفتت الدولة المتماسكة، ويدمر مؤسساتها. جري ذلك في العراق والسودان واليمن وليبيا، والآن يجري هذا لمصر، وما يتردد في الدوائر السياسية الخارجية مفزع، انظمة تستخدم الدين في أطر تعتمد التقسيم، لكي تشكل حزاماً يحيط بإيران التي سوف يتم تحجيمها. مصر هي الهدف الأكبر، خاصة أن الدولة فيها ما تزال قائمة، وجيشها مازال متماسكا، من تناقضات التاريخ، ان مجريات ثورة عظيمة مثل ثورة يناير تنتهي الي تفكيك الدولة، وتسيد تيار فاشي تخلف ولم يتطورمع العصر، يزحف الان لتفكيك الدولة. وذلك بالتهام مؤسساتها. تم بالفعل السيطرة علي مجلس الشعب الذي يرأسه استاذ تخصص في الحشرات والشوري الذي يرأسه صيدلي مسئول عن الصحافة القومية وتلك هي الوظيفة الوحيدة التي يمارسها، بعض مؤسسات الدولة تم اختراقها بنسب متفاوتة وثمة مؤسسات اخري يجري التربص بها مثل الداخلية التي سيتم تصفيتها وتغييرها تماماً في حالة الاستيلاء علي مؤسسة الرئاسة، ولا يتبقي إلا الجيش الذي تعد ميليشيات الاخوان الان لمواجهته ، المعركة الآن حول الصحافة، يقودها رئيس مجلس الشوري الاخواني وصهر المرشح الرئاسي محمد مرسي، ونقيب الصحفيين ممدوح الولي الإخواني والذي يستخدم موقعه لخدمة حزب الحرية والعدالة، المعركة جزء هام من محاولة تغيير هوية الدولة المصرية وتبديلها، لذلك أقول إننا في مرحلة اخطر من تلك التي سبقت معركة مرج دابق وتقدم السلطان سليم الأول الي القاهرة لينشر الخراب والدمار ويخرب حضارة كاملة، ليس في ذلك أدني مبالغة.
ظهر الأحد
خرجت من مبني وزارة الثقافة بعد لقاء ثري امتد حوالي الساعة والنصف مع الدكتور صابر عرب جري فيه حوار اصغيت خلاله إلي رؤية الرجل الذي يتمتع بصفتين هامتين، الثقافة الرفيعة والنزاهة المطلقة، يتجسد مشوار طويل من الانجاز الحقيقي الملموس في دار الوثائق ودار الكتب المصرية، كنت اتمني الاسترسال في ذكر ما تحدثنا فيه لولا معركة خطيرة تجري الآن محورها الصحافة. علي باب الوزارة ضغطت زر الهاتف المحمول لتشغيله، فلا افضل رنينه عند لقاء من نحترم. لانني اعتبر ذلك من النقائص.. ما إن ظهرت العلامة حتي رن الجرس، كان أحد الصحفيين الزملاء يخبرني بعدوان علي شخصي من جانب عضو من مجلس الشوري لا أذكر اسمه ولا أعرف له دوراً من قبل. فيما بعد علمت أنه زعيم الاغلبية، وقد حرت، فالمجلس كله كيان هش، هزيل، لا حضور له في الحياة السياسية، مهمته تعيين رؤساء التحرير، وهذا وضع ورثته الصحافة عن النظام القديم، وكان وضعاً غريباً فجا فالمجالس النيابية ليس من مهامها التملك والتعيين، لكنها تخريجة لجأ إليها النظام السابق لتبرير سيطرته علي الصحف القومية المؤثرة في الرأي العام، وهذا هو جوهر الموضوع وأساس موقفي الذي عبرت عنه عندما مثلت في المجلس الاعلي للصحافة، ووجدت أهم عقول مصر وأكبر الصحفيين فيها يجلسون تحت رئاسة شخص لم نسمع به قط، وقد خاطبته مباشرة معبراً عن احترامي لشخصه الذي أجهله، ومقدراً لتخصصه كصيدلي يدرس المهنة في جامعة اقليمية، وربما يكون عبقرياً في تخصصه لكن المؤكد أنه لا يفهم شيئاً في الصحافة كما لا يفهم أي من الصحفيين الكبار الموجودين في الاجتماع في الحديد والزرنيخ وأصناف الدواء وأسعارها.
جاءت اجابته تقليدية، قانونية، إنه موجود بالقانون لأنه رئيس مجلس الشوري والمجلس هو الذي يمتلك الصحافة.
هنا لب المشكلة التي جعلتني أتخذ موقفاً من المشروع الاخيرالخاص بمعايير اختيار رؤساء التحرير، إنه نفس الوضع الذي كان سائداً قبل الخامس والعشرين من يناير، فقط تبدل الحزب المهيمن من الحزب الوطني الي الحرية والعدالة. أي الإخوان المسلمين، وإذا كان الحزب الوطني يسعي لحماية الفساد وتمرير التوريث، فإن فساد الجماعة أخطر لأنه يتقنع باسم الدين، وقد تابعت بدقة أحاديث المرشح الرئاسي محمد مرسي، ولاحظت أنه يكثر من عبارة (إحنا بتوع ربنا)، إذن.. كيف سيناقش المصريون رئيساً ينسب نفسه الي العناية الالهية، ومن أغرب ما قرأت أنه أقام الأذان يوم الاحد الماضي في الاسكندرية، أي أنه لو نجح سيصبح لدينا أول رئيس مؤذن، فهل الأذان من مهام الرئيس؟ لقد عرفنا الرئيس المؤمن، والملهم، والقائد، والزعيم، والان يهل علينا مشروع الرئيس المؤذن. ولنتخيله يقطع خطابا في محفل دولي ليرفع الأذان. أي مستقبل ينتظرنا«. الدكتور محمد مرسي بهيئته وبأبوته لابنين يحملان الجنسية الامريكية يحتاج الي حديث أطول. وهو مغر بالتعليق فما نراه منه يذكرني بمسرح العبث الذي اشتهر في الستينات، لقد كنا وقتئذ نتفرج علي اللا معقول فوق الخشبة والان نعيشه في وقعنا السياسي والاجتماعي.
أخبرني الزميل الصحفي أن زعيم الاغلبية المجهول هذا شن هجوماً علي شخصي وتجاوز الي السب. وكان ذلك في معرض تعليقه علي مقال نشرته في الأخبار من خلال زاوية »عبور« اعلق فيه علي الاجراءات الخاصة بالمعايير الواجبة لاختيار رؤساء التحرير لقد استفز اسلوبه الرخيص زملائي المحترمين، الغيورين علي المهنة.. باستثناء النقيب الحالي الطارئ علي المهنة وأهلها ربيب الجماعة والمنفذ لاهدافها - وتصدوا لزعيم الاغلبية الذي، لا نعرف له تاريخاً، ويذكرني لقب زعيم الاغلبية باولئك الشحاذين الهائمين علي وجوههم حول ضريح سيدنا وإمامنا الحسين، هذا يتوهم أنه جنرال، وذاك يتصور أنه قائد طابية، وأشهرهم علي الاطلاق فخامة الرئيس المارشال علي الذي يعرفه كل احباب مولانا من جيلي، إن وضع هؤلاء منطقي حول الضريح الشريف ولكن ان ينتقل أحدهم الي مجلس الشوري فهذا من لا معقولية العصر، قام زملائي الافاضل برد غيبتي ومواجهة هجوم الزعيم المهيب الرهيب لاغلبية الشوري في المحروسة وضواحيها، شكراً للاساتذة خالد ميري، وجمال فهمي. والزملاء الشرفاء الاخرين .
غير أن الامر لا يتعلق بشخصي، ولا بشخص زعيم الاغلبية التي لا نعرفها، ولا بشخص رئيس مجلس الشوري، الدكتور الصيدلي احمد فهمي، وعندما أركز علي صيدليته فإنما اقصد فضح التناقض بين تخصصه وبين مهمته، كما قلت فإنه قد يكون عبقريا في مهمته لكن. ماذا يعرف عن الصحافة؟ فماذا يعرف عن خلفيات الصحف التي يقرأها، ما نشر علي لسانه معيب فهو يتحدث عن الشوري باعتباره مالكا للصحف وللعقول التي تعمل بها، ويقول نحن. هذا معيب له ومهين لنا فليكف عن هذا، ان الوضع الطبيعي الذي اطالب به ويجب أن يسعي اليه جميع الصحفيين، هو إنهاء العلاقة بين مجلس الشوري. وبين المؤسسات القومية، وبالتالي لا يصبح هذا المجلس غير مكتمل النمو مسئولا عن الصحافة طبقاً للحزب الاكثر اصواتا، مرة الوطني، ومرة الإخوان، ولا نعرف ماذا سيكون الحال عليه في المستقبل، وبذلك ستصبح الصحافة ورؤساء التحرير رهناً لجهلاء بالمهنة، وصلوا الي مقاعدهم بترتيبات قانونية قديمة يجب ان تتغير وتتبدل، المشهد الذي جري يوم الاحد يعبر عن حالة فاشية ديكتاتورية لم تحدث في أحط فترات النظام السابق، صحفي يكتب مقالاً لم يتجاوز فيه، يحتج علي وضع، يعبر عن موقف، وإذا بهذا المجهول الذي دفعت به الظروف الي الزعامة الوهمية لاغلبية لا وجود لها الا علي الورق، إذا به يشن هجوماً ويتلفظ بما يعاقب عليه القانون، الاغلبية بجلالة قدرها يهاجم زعيمها مقالاً لكاتب ويتعرض لشخصه، الا يدخل ذلك في نطاق الارهاب بكافة أشكاله؟ لنا أن نتخيل الوضع البائس للصحافة في ظل هذا المجلس. اما النقابة التي أنحدر بها النقيب الحالي إلي درك مهين لا ينقذها منه الا وقفة اعضاء المجلس الشجعان المخلصين للمهنة فيجب مواجهته بسحب الثقة منه فوراً وإنهاء وضعه الذي يسخره لخدمة الجماعة.
أنني أدعو زملائي الصحفيين إلي حركة واسعة لرفض هيمنة الشوري علي المؤسسات القومية، وأن تتدرج من جمع التوقيعات، الي المظاهرات، الي العصيان بالاضراب عن إصدار الصحف لفترات محددة، إلي مخاطبة الرأي العام العالمي، وعلي الجمعيات المتخصصة في حقوق الانسان ، علي كل الشخصيات المهتمة بحرية الرأي التضامن مع الصحفيين فهذه معركة فاصلة قبل سقوط الوطن كله في قبضة الجماعة، ان الصحفيين الذين اسقطوا القانون رقم 93، في ذروة سطوة النظام السابق، ومازلت أذكر وقفة النقابي العظيم جلال عيسي في مواجهة مبارك وكنا في مسرح يوسف السباعي الملاصق للكلية الحربية، اعترض جلال عيسي ورد عليه مبارك متهكماً قائلاً »القانون خلص واحنا مش بنبيع ترمس«، بدا هذا الامر مستحيلاً في ذلك الحين، لكن النقابة الشامخة وقتئذ بدأت جهداً ودأباً قادة ابراهيم نافع، وعدد من شيوخ المهنة، أدي ذلك إلي اجهاض المشروع المناوئ للحريات. ان الصحفيين الذين اجهضوا هذا القانون وشاركوا في ثورة يناير بفاعلية لقادرون علي اسقاط المعايير المهنية للتحكم في الصحافة والصحفيين، آن الاوان لكي يتولي الصحفيون امورهم بانفسهم وليس بوصاية الوطن او الجماعة، اما نقدي للمعايير ولما يقوم به النقيب الاخواني من تخريب للمهنة فسوف أواصله في زاويتي اليومية »عبور«، أقدم علي هذا وأعرف ما أواجهه، لكن يشجعني ويشفع لي أنني لا ابتغي الا الحفاظ علي القيم النبيلة لحرية الرأي وللأجيال القادمة التي ستعمل في المهنة الجليلة التي نشرف بالخدمة فيها، أقول هذا وأنا علي شفا، ليس لي من الامر شييء، مستقبلي ورائي كما يقول استاذنا هيكل، لا أطمح الي منصب، ولا موقع ما، وثقتي بالشرفاء من الصحفيين لاحد لها.
الضحية
الثلاثاء
توقفت امام الصورة التي نشرتها الصحف لوالد الفتاة التي ضبطت في وضع مخل مع الشيخ السلفي ونيس. رجل مهدم، يجلس علي حافة الرصيف صريعاً بين فقر مدقع طاحن، وبين فضيحة مدوية لابنته التي اجتهد حتي اوصلها الي معهد عال. اي المستوي الجامعي من التعليم. الصحف نشرت - للاسف - اسمها كاملاً، والاوصاف التي وجدت عليها أثناء الواقعة. الكل ينهش في عرضها. اما الشيخ ضخم الجرم كث اللحية، بادي الصحة والشهوة فله حزب هائل يدافع عنه ويبرر فعلته الي درجة ان أحد المنتمين اليه اعتبر التعرض له تشويها للازهر، وفي جريدة اليوم السابع اول امس - الاثنين - صورة لفضيلة الشيخ ونيس وهو يحضر اجتماعا للجنة دينية، الفتاة سيرتها مستباحة، والدها محطم، منهار، فضيحة مدوية، والكل ينهش في سيرتها، اما فضيلة السلفي فطليق، حر، صوره في كل مكان، وفي مجلس الشعب يحيط به اصحاب اللحي مهنئين . ويقدم البرامج التليفزيونية، هذا هو وضع الانثي في مجتمع يتحكم فيه مثل هذا الشيخ، مجرد جسد لارضاء الشهوة وإطفاء الرغبة. والمقابل بضعة ملابس رخيصة كانت في حقيبة تقدم اليها كمقابل. وقروش قليلة. واضح إنه الفقر. الاب الذي يعمل ترزياً لا يمكنه ان يفي بالحد المعقول من التكاليف. والبنت في حاجة إلي ملابس، الي مصروف يومي. انه وضع منتشر في العشوائيات والريف البعيد عن الكاميرات والإعلام والدولة ايضا، في لحظة معينة تلتقي بشبيه راسبوتين هذا ليطفيء بها رغباته وإذا ضبط تصبح هي الجانية، هي المجرمة. هي التي أغوت الشيخ الذي يدافع عنه شاب بدأ يظهر أخيراً له لحية هائلة وملامح تفيض بالكراهية وقدر هائل من الغباء، يركز هجومه علي الشرطة التي كادت للشيخ كيداً لانها ضد حزب النور، انه ارهاب للشرطة التي قامت بواجبها يتحدث هذا الشاب عن الثورة، اصبحت الثورة حجة حتي لمبرري الفسق والرذيلة، لحزب النور متحدث آخر ذكي اسمه نادر بكار وحتي الان لم اره متحدثا في هذه الواقعة، اما هذا الشاب الذي يحمل اسم مدينة اسيوية لا أذكرها الان فيبدو ناضحاً بالكراهية، يستخدم المقدمات ليصل الي نتائج خاطئة، مدلس في براهينه. لا أدري متي تعلم وفي أي زمن شب ونما، يوظف مواهبه المتواضعة للدفاع عن راسبوتين وإدانة الفتاة، اللوم هنا يجب ان يوجه الي من سمح له بالظهور، اما الفتاة فليس وضعها الا نموذجا للانثي المصرية في الزمن السلفي الوهابي الذي بدأ بالفعل، وفيه يتراجع وضع المرأة المصرية لتصبح ضحية للفقر والتدليس.. والنفاق.
من ديوان الشعر العربي
قال فؤاد حداد في »الحضرة الزكية«
بيني وبينك يا زمن حواديت
فكرني أول خطوتي لو نسيت
أول قصيدة قلتها وقالت
أول دموع من مقلتي سالت
أول دعائي للعليم السميع
أول فرح في قلبي لما طرح
تحت الندي والطل زهرة ربيع
أيام يحاول قلبي حب الجميع
لوحدي، لا أقدر ولا استطيع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.